الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ فَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ }

{ وَاحِدٌ } { ٱلأَنْعَامِ }

(34) - وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ أَهْلِ دِينٍ مِنَ الأَدْيَانِ السَّالِفَةِ ذَبْحاً يَذْبَحُونَهُ، وَدَماً يُرِيقُونَهُ (مَنسَكاً) عَلَى وَجْهِ التَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ، وَإِنَّمَا شُرِعَ ذَلِكَ لَهُمْ لِكَيْ يَذْكُرُوا اللهَ حِينَ ذَبْحِها، وَيَشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِم مِنَ الخَيْرِ والصِّحَّةِ والأَنْعَامِ. ثُمَّ أَخْبَرَ اللهُ تَعَالَى النَّاسَ بِأََنَّهُ مُتَفَرِّدٌ بالأُلُوهِيَّةِ، وَأَنَّهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ مَعْبُودَكُمْ وَاحِدٌ وَإِنْ اخْتَلَفَتْ العِبَادَاتُ بِحَسَبِ الأزْمِنَةِ والأَمْكِنَةِ، وَنَسَخَ بَعْضُها بَعْضاً، فالمَقْصُودُ مِنْهَا جَمِيعاً عِبَادَةُ اللهِ تَعَالَى وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ. ثُمَّ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى رَسُولَه الكَريمَ بِأنْ يُبَشِّرَ عِبَادَه الخَاضِعِينَ المُسْتَكينِينَ (المُخْبِتِينَ) لَهُ بِمَا أَعَدَّهُ لَهُمْ مِنْ جَزِيلِ الثَّوَابِ فِي الآخِرَةِ.

المَنْسَكُ - العِبَادَةُ مُطْْلقاً، ثُمَّ أُطْلِقَ اللَّفْظُ عَلَى شَعَائِرِ الحَجِّ وَيُرَادُ بِهَا هُنَا الذَّبْحُ وَإِرَاقَةُ الدَّم تَقَرُّباً إِلَى اللهِ.

المُخْبِتِينَ - المُطْمَئِنِّينَ، المُتَواضِعِينَ للهِ.