الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلْجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ }

{ ٱلسَّمَاوَاتِ }

(18) - يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى أَنَّهُ وَحْدَهُ الذي يَسْتَحِقُّ العِبَادَةَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّهُ يَسْجُدُ لِعَظَمَتِهِ كُلُّ شَيء فِي الوُجُودِ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً، لأَِنَّهُ تَعَالَى هُوَ خَالِقُ الموجُودَاتِ، وَمُدَبِّرُهَا، وَمُنْشِئُها، والمَلاَئِكَةُ والشَّمْسُ والقمرُ والمخْلُوقَاتُ كُلُّهَا مِنْ إِنْسٍ وَجِنٍّ وَدَوَابٍّ وَطُيُورٍ... تَسْجُدُ للهِ، وَيَسْجُدُ للهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ طَوْعاً واخْتِيَاراً وَتَعَبُّداً بذَلِكَ السُّجُودِ، وَيَكُونُ سُجُودُ كُلِّ شَيْءٍ بِمَا يُنَاسِبُ حَالَهُ فالجِبَالُ والشَّجَرُ تَسْجُدُ بِظِلاَلِها. وَكَثِيرٌ مِنَ البَشَرِ يَمْتَنِعُونَ عنِ السُّجودِ للهِ اسْتِكْبَاراً وَإِباءً، فَيَحِقُّ عَلَيْهِمْ عَذَابُ اللهِ. وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَيَكْتُبْ لَهُ الشَّقَاءَ لِسُوءِ اسْتِعْدَادِهِ فَلَيْسَ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ. وَمَنْ حَقَّ عَليهِ العَذابُ فَقَدْ حَقَّ عَليهِ الهَوانُ، وَلا كَرَامةَ إِلا بِإِكْرَامِ اللهِ، وَلا عِزَّةَ إِلا بِعِزَّةِ اللهِ، وَاللهُ المُتَصَرِّفُ بِالكَوْنِ وَالخَلْقِ، يَفْعَل مَا يَشَاءُ، وَلا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وَلَهُ الحِكْمَةُ فِيمَا يَفْعَلُ.

يَسْجُد لَهُ - يَخْضَعُ لَهُ وَيَنْقَادُ.

حَقَّ عَليهِ - ثَبَتَ وَوَجَبَ عَلَيهِ.