الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْحَقَّ فَهُمْ مُّعْرِضُونَ }

{ آلِهَةً } { بُرْهَانَكُمْ }

(24) - يَسْأَلُ اللهُ تَعَالَى المُشْرِكِينَ، عَنِ الدَّلِيلِ النَّقْلِيَّ الذِي يَسْتَنِدُونَ إليهِ فِي دَعْوَى الشِّرْكِ التي يَدَّعُونَها، وَهِيَ لاَ تَعْتَمِدُ عَلَى دلِيلٍ، فَيَقُولُ تَعَالَى: أَبَعْدَ هَذِهِ الأَدِلَّةِ التي ظَهَرَتْ تَقُولُونَ إِنَّ للهِ شَرِيكاً؟ فَهَاتُوا بُرْهَانَكُمْ وَدَلِيلَكُمْ عَلَيهِ فَهَذَا القرآنُ المُنَزَّلُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ عِظَةٌ لِلَّذِينَ مَعَهُ، وهُنَاكَ الكُتُبُ التي أُنْزِلَتْ عَلَى مَنْ سَبَقَهُ مِنَ الرُّسُلِ، وَهِيَ ذِكْرَى وَعِظَةٌ لأُمَمِهِمْ، لَيْسَ فِيهَا جَمِيعاً ذِكْرٌ لِشُرَكَاء، فَكُلُّ الدَّيَانَاتِ قَائِمَةٌ عَلَى عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ، وأَنَّه لا إِله إِلاَّ اللهُ فَمِنْ أَينَ جَاءَ هَؤُلاءِ المُشْرِكُونَ بِدَعْوَى الشِّرْكِ التي تَنْقُضُهَا طَبِيعَةُ الكَوْنِ؟ ولا يُوجَدُ في الكُتُبِ السَّابِقَةِ دَلِيلٌ عَلَيْهَا. وَلكِنَّ المُشْرِكِينَ لاَ يَعْلَمونَ الحَقَّ، ولِذَلِكَ فَإِنَّهُمْ مُعْرِضُونَ عَنْهُ.