الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي }

(96) - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ السَّامِرِيَّ كَانَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَاجِرَ وَكَانَ قَوْمُهُ يَعْبُدُونَ البَقَرَ، وَكَانَ حُبُّ البَقَرِ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ لِمُوسَى: إِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ جَاءَ لِهَلاَكِ فِرْعَوْنَ، فَقَبَضَ بِكَفِّهِ قَبْضَةً مِنَ التُّرابِ مِنْ تَحْتِ حَافِرِ فَرَسِ جِبْرِيلَ، ثُمَّ أَلْقَى مَا كَانَ فِي يَدِهِ مِنْ تُرابٍ فَوْقَ الحُلِيِّ التِي أُضْرِمَتْ فِيهَا النَّارُ مِنْ قِبَلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَعْدَ أَنْ قَذَفُوهَا فِي الحُفْرَةِ، ثُمَّ دَعَا أَنْ يَكُونَ عِجْلاً فَكَانَ. وَهكَذا حَسَّنَتْ لَهُ نَفْسُهُ هذا العَمَلَ ( وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي).

(وَقَالَ مُفَسِّرُونَ آخَرُونَ إِنَّ المَعْنَى هُوَ أَنَّ السَّامِرِيَّ قَالَ لِمُوسَى: إِنَّهُ كَانَ آمَنَ بِهِ رَسُولاً، وَاقْتَفَى أَثَرَهُ، وَتَبعَ دِينَهُ، ثُمَّ اسْتَبَانَ أَنَّ ذلِكَ ضَلالٌ، وَأَنَّهُ لَيْسَ بِحَقٍّ، فَطَرَحَهُ وَرَاءَهُ ظِهْرِيّاً، وَسَارَ عَلَى النَّهْجِ الذِي رَأَى، وَلَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى فِعْلِ مَا فَعَلَ إِلاّ هَوَى النَّفْسِ).

بَصُرْتُ - عَلِمْتُ بِالبَصِيرَةِ.

فَنَبَذْتُهَا - فَأَلْقَيْتُهَا فِي الحُلِيِّ الذَّائِبِ.

سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي - زَيَّنَتْ وَحَسَّنَتْ.