الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَىٰ }

{ لاَّ تَخَافُ }

(77) - وَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى، حِينَ أَبَى فِرْعَوْنُ أَنْ يَنْقَادَ إِلَى الحَقِّ، وَيُرْسِلَ مَعَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَمَرَهُ بِأَنْ يُسْرِيَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَيَخْرُجَ بِهِمْ لَيْلاً مِنْ مِصْرَ، بِاتِّجَاهِ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ، وَلَمَّا أَصْبَحَ الصَّبَاحُ لَمْ يَكُنْ فِي مِصْرَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَغَضِبَ فِرْعَوْنُ غَضَباً شَدِيداً، وَأَرْسَلَ يَجْمَعُ الجُنُودَ، ثُمَّ سَارَ بِجَيْشِهِ يُلاَحِقُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَدْرَكَهُمْ عِنْدَ سَاحِلِ البَحْرِ، وَقْتَ شُرُوقِ الشَّمْسِ، فَلَمَّا تَرَاءَى الجَمْعَانِ، وَنَظَرَ كُلُّ فَرِيقٍ إِلى الآخَرِ، قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى: إِنَّ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ سَيُدْرِكُونَهُمْ؛ فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى لاَ. وَحِينَئِذٍ أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بَعَصَاكَ البَحْرَ فَضَرَبَهُ، فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ العَظِيمِ، فَأَرْسَلَ اللهُ رِيحاً عَلَى أَرْضِ البَحْرِ فَلَفَحَتْهَا فَأَصْبَحَتْ يَابِسَةً، كَوَجْهِ الأَرْضِ وَلِهذا قَالَ تَعَالَى (طَرِيقاً فِي البَحْرِ يَبَساً). ثُمَّ أَوْحَى اللهُ إِلَى مُوسَى أَنِ اجْتَزِ البَحْرَ بِمَنْ مَعَكَ مِنْ قَوْمِكَ، وَلاَ تَخْشَوْا أَنْ يُدْرِكَكُمْ فِرْعَوْنُ، وَلاَ تَخْشَوْا أَنْ يُطْبِقَ عَلَيْكُمُ البَحْرُ فَيُغْرِقَكُمْ (لاَ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَى).

أَسْرِ بِعِبَادِي - سِرْ بِهِمْ لَيْلاً مِنْ مِصْرَ.

يَبَساً - يَابساً لا مَاءَ فِيهِ وَلاَ طِينَ.

لاَ تَخَافُ دَرَكاً - لاَ تَخْشَى إِدْرَاكاً ًوَلِحَاقاً.

لاَ تَخْشَى - الغَرَقَ مِنَ الأَمَامِ.