الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ ٱلأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }

{ ٱلأَنْهَارُ } { بِغَافِلٍ }

(74) - يُقَرِّعُ اللهُ، جَلَّ شَأْنُهُ، بَنِي إِسْرَائِيلَ الذِينَ شَهِدُوا قُدْرَةَ اللهِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ، وَتَحَقَّقُوا مِنْ آيَاتِهِ وَعِبَرِهِ، ثُمَّ عَادُوا إِلى الكُفْرِ وَالجُحُودِ وَالفَسَادِ، فَيَقُولُ لَهُمْ تَعَالَى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ وَأَصْبَحَتْ بَعِيدةً عَنِ التَّأثُّرِ بِالوَازِعِ الدِّينِيِّ، وَبِالمَوَاعِظِ وَالآيَاتِ، فَأَصْبَحَتْ كَالحِجَارَةِ قَسْوَةً. وَيَسْتَدْرِكُ تَعَالَى، فَيَقُولُ: إِنَّ بَعْضَ الحِجَارَةِ أَكْثَرُ لِيناً مِنْ قُلُوبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَبَعْضُ الحِجَارَةِ تَنْشَقُّ فَتَتَفَجَّرُ مِنْها المِيَاهُ، وَتَسِيلُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْ هذِهِ الحِجَارَةِ لَمَا يَهْبِطُ مِنْ رُؤُوسِ الجِبَالِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ.أَمَّا قُلُوبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّهَا لاَ تَتَأَثَّرُ بِمَوْعِظَةٍ، وَلاَ تَلِينُ لِذِكْرِ اللهِ، وَلا يَزْدَادُونَ إِلا فَسَاداً وَعُتُوّاً فِي الأَرْضِ، فَلَهُمُ الوَيْلُ عَلَى ذلِكَ، فَاللهُ لَيْسَ بِغَافِلٍ عَنْ أَعْمَالِهِمْ، وَسَيَجْزِيهِمْ عَلَيهَا الجَزَاءَ الأَوْفى، يَوْمَ القِيَامَةِ.

يَتفَجَّرُ - يَتَفَتَّحُ بِسَعَةٍ وَكَثْرَةٍ.

يَشَّقَّقُ - يَتَصَدَّعُ بِطُولٍ وَعَرْضٍ.