{ ٱلسَّمَاوَاتِ } { ْٱلظُّلُمَاتُ } { فَتَشَابَهَ } { خَالِقُ } { ٱلْوَاحِدُ } { ٱلْقَهَّارُ }
(16) - يُقَرِّرُ اللهُ تَعَالَى أَنَّهُ الالهُ الوَاحِدُ، وَأَنَّهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَكَانَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُ هُوَ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، وَهُوَ رَبُّهَا وَمُدَبِّرُهَا، وَيَقُولُ تَعَالَى: إِنَّ هؤُلاءِ، مَعَ اعْتِرَافِهِمْ هذا، اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَولِيَاءَ يَعْبُدُونَهُمْ، وَهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ لأَِنْفُسِهِمْ وَلا لِعَابِدِيهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً. فَهَلْ يَسْتَوِي مَنْ عَبَدَ اللهَ وَحْدَهُ، وَمَنْ عَبَدَ هذِهِ الآلِهَةِ مَعَ اللهِ، وَأَشْرَكَهَا فِي العِبَادَةِ مَعَهُ؟ وَكَمَا لاَ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالبَصِيرُ، وَكَما لاَ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ، كَذلِكَ لاَ يَسْتَوِي مَنْ عَبَدَ اللهَ وَهُو خَالِقُ كُلِّ شَيءٍ، وَمَنْ أَشْرَكَ مَعَهُ فِي العِبَادَةِ آلِهَةً لاَ تَمْلِكُ لِنَفْسِهَا ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً.