الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ القطان (ت 1404 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً }

الشفاعة: السعي في جلب الخير الى الآخرين او دفع الشر عنهم. كِفْل: نصيب. مقيتا: مقتدرا.

بمناسبة تحريض الرسول للمؤمنين على القتال الذي ورد الأمر به، وذِكر المبطئين عنه ـ يقرر تعالى هنا قاعدة عامة في الشفاعة: فالذي يشجّع على القتال ويعاون عليه يكون له نصيب من أجر هذه الدعوة، والذي يثبّط الهمم تكون عليه تبعة سيئةٌ ووزر كبير. ثم إن المبدأ عام في كل شفاعة، فالشفاعة الحسنة هي التي روعي بها حق المسلم وابتُغي بها وجه الله، لا الرشوة كشفاعات هذا العصر، وكانت في امر جائز. اما الشفاعةُ السيئة فما كانت بخلاف ذلك.

وقد وردت أحاديث كثيرة في أمر الشفاعة ومساعدة الناس في بلوغ الحق، فقد روى الشيخان وغيرهما عن ابن عمر ان رسول الله قال: " المسلم اخو المسلم، لا يظلِمه ولا يُسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كُربةً فرج الله عنه كُربةً من كُربِ يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ".

وروى ابو داود عن أبي أُمامة ان رسول الله قال: " من شفع لأخيه بشفاعة فأهدى له هديةً فقبلها، فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الكبائر " وهكذا: الهدية رشوة، اذا كانت لقاء خدمة او لغمط حق بفعل محسوبية.