الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ القطان (ت 1404 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفْتَرَىٰ إِثْماً عَظِيماً }

افترى الكذب: اختلقه، وأصله من الفَرْي وهو القطع.

في هذه الآية الكريمة تهديد كبير، وأمل عظيم ورجاء مفتوح.. تهديدٌ لمن يقترف جريمة الشِرك، فالله لا يغفر ذلك أبداً، لأن الشرك انقطاعُ ما بين الله والعباد، فلا يبقى لهم معه أمل في المغفرة.. وفيها أمل عظيم بفتح أبواب رحمته تعالى كلّها لما دونَ الشِرك من الذنوب، فكل ذلك يغفره الله، ما دام العبد يرجو مغفرته، ويؤمن أنه قادر على ان يغفر له. وهذا منتهى الأمر في تصوير الرحمة التي لا تنفَد ولا تحدّ.

{ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفْتَرَىٰ إِثْماً عَظِيماً }

ومن يجعل لغير الله شِركة مع الله فقد اخترع ذنباً عظيم الضرر، تُستصغَر في جنب عظَمته جميع الذنوب والآثام، ومن ثم لا يستحق صاحبه الغفران.