الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ القطان (ت 1404 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } * { يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً }

يود: يتمنى: لو تسوَّى بهم الارض: ان يدفنوا وتسوى عليهم الأرض.

ثم يختم سبحانه وتعالى الأوامر والنواهي المتقدمة بمشهد من مشاهد القيامة، ويحسم موقفهم فيه، ويرسم حركة النفوس والمشاعر كأنها شاخصة متحركة فيقول:

فكيف يكون حال هؤلاء البخلاء المتكبّرين والمعرِضين عما أمر الله به، اذا جئنا يوم القيامة بكل نبيّ شهيداً على قومه، وجئنا بك يا محمد شهيدا على قومك أيضاً؟.

{ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ... }

في ذلك اليوم يتمنّى الّذين كفروا وعصَوا الرسول فلم يتّبعوا ما جاء به، لو يُدفنون في الأرض كما تدفن الأموات، وتسوّى بهم الأرض. وكما جاء في سورة النبأ { وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً }.

{ وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً }

فإنهم يتمنّون ان يكونوا ترابا، ولا يكونوا قد كتموا الله وكذبوا أمامه على أنفسهم بإنكار شِركهم وضلالهم، كما وضَح ذلك في قوله تعالى في سورة الأنعام..

{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ٱنظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

قراءات:

قرأ حمزة والكسائي " تَسْوَى " بفتح التاء والسين المخففة. وقرأ نافع وابن عامر " تسوى " بفتح التاء وتشديد السين والواو المفتوحتين. والباقون " تسوى " كما هو هنا بضم التاء.