الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ القطان (ت 1404 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } * { وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً }

النجوى: الحديث بالسر. المعروف: عمل الخير. ابتغاء مرضاة الله, طلباً لرضاه. يشاقق الرسول: يعاديه. نولَّه ما تولى: نجعله واليا لما اختار من الضلال.

لا خير في كثيرٍ من تَناجي اولئك الذين يُسّرون الحديثَ من جماعة طُعْمة، فقد أرادوا مساعدته على اتهام اليهودي بالسرقة. كذلك لا خير في كل من كان على شاكلتهم، من الذين يتناجون بالإثم والعدوان ويدبّرون المكائد للمسلمين.

وانما الخير في التناجي بالبِرّ والتقوى، كأمرٍ بصدقة او عمل معروف، او قيام بإصلاح ذات البين. ومثلُ هذا ان يجتمع الرجل بأخيه المسلم فيقول: ان فلاناً بحاجةٍ فهيّا لنساعده، او قم معي الى دار فلان فقد بلغني أن بينه وبين جاره نزاعاً، وغير ذلك من اعمال الخير. فهذه من الأمور الحسنة المطلوبة شرعا.

وقد ورد في الحديث عن النبي عليه السلام: " أفضَلُ الصدقة إصلاحُ ذات البَين " ومن يفعل هذا الخير لوجه الله وطلبِ مرضاته فان الله سيؤتيه الثواب العظيم في الدنيا والآخرة.

قراءات:

قرأ حمزة وابو عمرو " فسوف يؤتيه " بالياء.

{ وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ }

ومن يجعل من الرسول شقاقاً، بارتداده عن الإسلام، واظهار عداوته له ـ ومن بعد ما ظهرت له الهداية، نتركُه وما اختار لنفسه، ونَكِلُه الى ما توكل عليه، ثم نُدخله النار يوم القيامة، وساءت مصيراً.

ذُكر في سبب نزول هذه الآيات ان بشير أبيرق ارتد عن الاسلام والتحق بالمشركين { مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ }. وبعضهم يقول إنه كان منافقا. وبعض الروايات تقول ان طعمة هرب والتحق بالمشركين.. والعبرة هنا بعموم النَص، فالحكم ينطبق على كل من يكيدون للاسلام، او يرتدون عنه، او يشاقّون الرسول عليه الصلاة والسلام.