الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ القطان (ت 1404 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَٱلطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ } * { أَنِ ٱعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ ٱلْقِطْرِ وَمِنَ ٱلْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَٱلْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } * { فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ٱلْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ٱلْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ }

فضلا: نعمة واحسانا. أوّبي معه: سبّحي معه. أَلنّا له الحديد: سهّلنا له العمل به. سابغات: جمع سابغ، الدروع الكاملات. قدِّر في السرد: احكم نسجها وصنعها. غدوّها شهر: سيرها في الغداة اول النهار مدة شهر. ورواحها: رجوعها عشيا مدة شهر. القطر: بكسر القاف، النحاس الذائب. عين القطر: معدن القطر. يزغ: ينحرف. محاريب: مفردها محراب: المعبد، وكل بناء مرتفع. وتماثيل: مفردها تمثال، الصور المجسمة. وجفان: جمع جفنة، وهي القصعة التي يوضع فيها الطعام. كالجوابي: كالاحواض الكبيرة، مفردها جابية. وقدور راسيات: قدور كبيرة ثابتة في مكانها لعِظمها. اعملوا آل داود شكرا: اعملوا يا آل داود عملا تشكرون به الله. قضينا عليه الموت: حكمنا عليه بالموت. دابة الارض: الأَرَضَة وهي حشرة تأكل الخشب. منسأته: عصاه. خرّ: سقط. ما لبثوا في العذاب المهين: ما مكثوا في العذاب الشاق المذل.

ولقد آتينا داود منّا فضلاً على سائر الناس في وقته، وهو النبوّة والزبورُ والملك والصوت الحسن، وقلنا للجبال رجِّعي معه التسبيح، كما أمرنا الطيرَ بالتسبيح معه، وجعلنا الحديد ليِّناً بين يديه. وفي عصر داودَ اكتشف الحديد.

وأوحينا اليه ان يعمل دروعا سابغات طويلة تامة، ثم امرناه ان يعمل هو وآله وكل من يلوذ به أعمالا صالحة، { إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }.

وسخّرنا لسليمان الريح، ذهابُها صباحاً مدة شهر ورجوعُها شهر، يرسلها الى حيث يشاء، وسهّلنا له إذابة معدن النحاس، وسخّرنا له الجنّ يعملون له ما يريد من شتى المصنوعات والقصورَ الشامخة، والمحاريب، والتماثيل، والجِفان الكبيرة التي تشبه الأحواض، والقدورَ الضخمة الثابتة لا تتحرك لعظمها. { ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ }.

روى الترمذي قال: " صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فتلا هذه الآية ثم قال ثلاثٌ من أوتيهنّ فقد أوتيَ مثلَ ما أوتي آل داود: العدْل في الرضا والغضب، والقصد والغنى، وخشية الله في السر والعلانية ".

فلما حكمنا على سليمان بالموت لم يدلَّ الجن على موته الا دابةُ الأرض، إذ اكلت عصاه التي كان متكئاً عليها فسقط، فلما سقط علمت الجنُّ انه مات، وانهم لا يعلمون الغيب.

قراءات:

قرأ نافع: منساته بغير همزة. والباقون: منسأته بالهمزة.