الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ القطان (ت 1404 هـ) مصنف و مدقق


{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ ٱلْغُرُورِ }

زحزح عن النار: أُبعد عنها. متاع الغرور: المتاع كل ما يُنتفع به ويتمتع به. الغرور: الخداع والغفلة وكل زخرف باطل.

بعد كل ما تقدم يتجه الخطاب الى المسلمين، يحدثهم عن القيم التي ينبغي لهم ان يحرصوا عليها، ويضحّوا من أجلها. وهو يخبرهم ان هناك متاعب وآلاما، فيجب ان يتجمّلوا بالصبر والتقوى. كما يذكّرهم بحقيقة مقررة، وهي ان الحياة في هذه الأرض محددة بأجل موقوت ثم تأتي نهايتها فيموت الصالحون والطالحون، المجاهدون والقاعدون، الشجعان والجبناء، العلماء والأنبياء. كل نفس ذائقة الموت لا محالة والبقاءُ للهِ وحده.. يومذاك يعطى العباد جزاء أعمالهم وافيا، فمن خلَص من العذاب وأُبعد عن النار فقد فاز فوزاً عظيما.

روى الامام أحمد ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله " من أحبّ ان يُزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتدركْه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت الى الناس ما يحبّ ان يؤتى اليه ".

وما حياتنا هذه التي نتمتع بلذاتها، من مأكل ومشرب أو جاه ومنصب وسيادة، الا متاع الغرور، لأنها تخدع صاحبها وتشغله كل حين بجلْبِ لذاتها ورفع آلامها, ومهما عاش الانسان وجمع من مالٍ أو حصل على منصب ـ فانه مفارق هذا كله في نهاية الأمر. وما الحياة الدنيا الا كما قال الشاعر.
" فما قضى أحد منها لُبانتَه   ولا انتهى أربٌ إلا الى أرب "