الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ القطان (ت 1404 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى ٱلْغَيْبِ وَلَكِنَّ ٱللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَآءُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }

يميز ويُمييٍِّز معناهما واحد وقرىء بهما، يجتبي: يختار.

يبين الله تعالى هنا ان الشدائد هي محكّ صدق الايمان، ولذلك يقول: ما كان الله ليترككم يا معشر المؤمنين على ما أنتم من اختلاط المؤمن بالمنافق حتى يميز بينكم بالمحنة والتكاليف والشدائد. بذلك يَظهر المنافق الخبيث والمؤمن الطيب الصادق الايمان. ولم يكن من شأنه تعالى أن يُطلع الناس على الغيب، فلو فعل ذلك لأخرج الانسان من طبيعته. لذا جرت سنته بأن يميز الخبيث من الطيب بالامتحان بالشدائد، كما تم يوم أُحد، حيث ابتلى المؤمنين بظهور العدو عليهم، جزاء ما فعلوا من المخالفة. وقد قال تعالى { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ }.

ولكن الله يصطفي من رسُله من يشاء، فيطلعه على ما يشاء من الغيب، فيعلم ذلك الرسول المؤمنَ من المنافق. أما أنتم يا أصحاب محمد { فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } الذين ذكرهم في كتابه. وإن تؤمنوا بما جاؤا به من أخبار الغيب وتتقوا الله بترك ما نهى عنه، وفعل ما أمر به، فلكم أجر عظيم لا يقدَّر ولا يوصف.

قراءات:

قرأ حمزة والكسائي: " يُمَيِّز " بضم الياء الأولى وفتح الميم وكسر الياء الثانية وتشديدها والباقون: " يَمِيز " بفتح الياء وكسر الميم.