الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ القطان (ت 1404 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰلَهُمُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }

مرضاة الله: طلب رضوانه. تثبيتا من أنفسهم: لتمكين أنفسهم من مراتب الايمان والاحسان. الربوة: المكان المرتفع من الارض. آتت أُكلها: اثمرت واعطت انتاجها الجيد.

بعد ان ذكر سبحانه حال الذين ينفقون أموالهم رياء ثم يمنِّنون ويؤذون من أحسنوا اليهم ـ ذكر في هذه الآية الكريمة حال المؤمنين الصاديقن الذين ينفقون أموالهم ابتغاء رضوان الله تعالى، وتمكيناً لأنفسهم في مراتب الايمان. وقد جعلهم مثلَ بستان في أرض مرتفعة خصبة أصابه مطر جيد كثير فأعطى من الثمرات ضعفين، وحتى لو جاءه مطر خفيف فانه يكتفي بذلك المطر.

وهكذا حال المؤمن الجواد المنفق، ان أصابه خير كثير تصدّق وأنفق بسخاء عن طيب خاطر، وان أصابه خير قليل انفق بقدر ما يستطيع.. فخيره دائم وبره لا ينقطع.

القراءات:

قرأ ابن عامر وعاصم " بربوة " بفتح الراء كما هو هنا والباقون " بربوة " بضم الراء. وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو " اكلها " بتسكين الكاف.