أصفاكم: خصكم. صرفنا. بينا. ليذكروا: ليتدبروا. نفورا: بعدا. لا تبتغوا: تطلبوا. لا تفقهون: لا تفهمون. { أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِٱلْبَنِينَ... }. لقد انكر الله، على القائلين ان الملائكة بنات الله وكان العرب في الجاهلية يفضلون الذكر على الانثى، ولا يزال هذا في كثير من المجتمعات الجاهلية. ولذلك قال: افضلكم ربكم على نفسه فخصّكم بالبنين، واتخذ لنفسه من الملائكة بنات بزعمكم!! والعجيب من امر هؤلاء: انهم جعلوا الملائكة اناثا، ثم ادعوا انهن بنات الله، ثم عبدوهن، ولذلك قال { إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً } انكم في قولكم هذا تفترون على الله بهتانا عظيما. { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً }. لقد بينا في هذا القرآن احسن بيان واوضحه من الامثال والمواعظ والاحكام ليتذكروا ويتعظوا، ولكنهم لتحجُّر قلوبهم لا يزيدهم ذلك التبيين لا نفورا وبعدا عن الحق. { قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ... }. قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين لو كان مع الله آلهة اخرى كما يقولون، لحاولوا الوصول الى عرش الرحمن ونازعوه الملك، ولكن هذا غير صحيح،{ لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا } [الأنبياء: 22]. تنزه الله عما يقولون، وتعالى جل شأنه عما يزعمون علوا كبيرا.. { تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَاوَاتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ.... }. ان جميع من في هذا الكون من المخلوقات تسبح بحمده وتنزهه وتقدسه، والاكوان شاهدة بتنزهه تعالى عن مشاركته للمخلوقات في صفاتها المحدثة. { وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }. ولكن لا تفهمون تسبيح هذه المخلوقات، ولا تدركون ما يقولون لأنكم محجوبون عن ذلك، والله تعالى حليم غفور لمن تاب واصلح. قراءات: قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وابو بكر: " يسبح " بالياء. وقرأ ابن كثير وحفص: " عما يقولون " بالياء. وقرأ اهل الكوفة إلا ابا بكر: " عما تقولون " بالتاء.