الرئيسية - التفاسير


* تفسير المنتخب في تفسير القرآن الكريم / لجنة القرآن و السنة مصنف و مدقق


{ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } * { وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً } * { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } * { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَٰثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَٰناً مَّرِيداً } * { لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً }

114- إن الذين يخفون أحاديث يحدثون بها أنفسهم أو يتحدثون بها فيما بينهم، لا خير فى هذه الأحاديث فى الكثير، لأن الشر يفرخ فى الخفاء، لكن إذا كان التحدث للأمر بصدقة يعطونها، أو للعزم على القيام بعمل غير مستنكر، أو تدبير إصلاح بين الناس، فإن ذلك خير، ومن يفعله طلباً لرضا اللَّه - سبحانه - فإن اللَّه - تعالى - يعطيه جزاءً كبيراً على عمله فى الدنيا والآخرة.

115- وإن الذى يكون فى شقاق مع الرسول من بعد أن يتبين طريق الحق والهداية، ويتبع طريقاً غير طريق المؤمنين، ويدخل فى ولاية أعداء أهل الإيمان، فإنه يكون منهم إذ اختارهم أولياءه، وسيدخله الله - تعالى - النار يوم القيامة.

116- وإن هذا المصير المؤلم لمن هم كذلك، لأنهم أعداء الإسلام، ومثله مثل من أشرك بالله، وإن كل ذنب قابل للغفران إلا الشرك بالله، وعبادة غيره، ومعاندة رسوله فى الحق، فإن الله من شأنه المغفرة إلا أن يشرك به فى عبادته، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وإن من يشرك بالله فى عبادته وولائه فقد تاه عن الحق وبَعُدَ عنه كثيراً، لأنه أفسد عقله ونفسه.

117- وإن من أظهر مظاهر الضلال الذى بَعُد به عن الحق الشرك بالله، إنه يعبد ما لا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع، ويُسَمَّى آلهته الباطلة بأسماء الإناث، كاللات والعزى ومناة، وغيرها من الأسماء المؤنثة، وإنه يتبع بهذه العبادة الشيطان.

118- وإن هذا الشيطان طرده الله - تعالى - من ظل رحمته، وجعله فى طريق غوايته، وقد أقسم وأخذ على نفسه عهداً أن يتخذ من عباد الله - تعالى - عدداً معلوماً مقدراً يستهويهم بغوايته ويوسوس لهم بشرِّه.