الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }

{ لَكِنِ الرَّسُولُ } صلى الله عليه وسلم { وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ } إِيضاح للاستدراك أَن المعنى لا يتوهم أَحد أَنه لما لم يجاهد هؤلاءِ بقى الذين بلا جهاد وكسل المؤمنون والرسول فقد جاهد الرسول والمؤمنون ولم يختل نشاطهم بتخلف هؤلاءِ، وقال ابن عصفور: لكن للتأكيد أَبدا لا تلزم الاستدراك، ومعه متعلق بآمنوا أَو حال من واو جاهدوا لا متعلق بجاهدوا لأَن جاهدوا لهم وللرسول ولأَن جاهدوا خبر الرسول والذين { وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ } الدنيوية كالنصر والغنيمة والعز والأُخروية من الجنة وما فيها من الحور والأَنهار والقصور والملك الكبير، ومن الجائز أَن يقال: الخيرات هنا هو الخيرات قوله فيهن خيرات وهن الحور. قال المبرد يطلق الخيرات على الجوارى الحسان على أَنه جمع خيرة ـ بإِسكان الياءَ ـ وأَصله الشد { وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } المدركون لمطلوبهم الناجون من محظورهم، وذكر أولئك مرتين فى موضع الضمير ليشير إلى أَنهم استحقوا الخيرات والإِفلاح لصفتهم من الجهاد فإِن مقتضى الظاهر وهم لهم الخيرات وهم المفلحون، وزاد الإِيضاح لفلاحهم بقوله.