الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ } * { قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ } * { قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ } * { وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ }

{ إِنْ تُصِبْكَ } يا محمد فى الغزو أَو غيره { حَسَنَةٌ } ما يستحسن بالطبع كالظفر والغنيمة ودخول الناس فى الإِسلام والهدايا. وكون الكلام فى الغزو لا يمنع التعيم فى الحسنة والسيئة { تَسُؤْهُمْ } بالحزن لشدة بغضهم وحسدهم { وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ } فعلة مصيبة هذا هو الأَصل ثم استعملت لفظة مصيبة اسما غير وصف وفى الشر دون الخير، وذلك كالقتل والشدة يوم أُحد وكل ما يكره، ولو مرضاً أو شتما وذلك فى نفس الأَمر، وأَما الآية فالمصيبة فى الغزو لقوله تعالى { يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَولَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ } جملة هم فرحون حال من واو يتولوا وكفى، لا منها ومن واو يقولوا إِذ لا يعمل فى الحال عاملان وكذا غيرها، وقابل الحسنة بالمصيبة ولم يقابلها بالسيئة كما فى آل عمران، وإِن تصبكم سيئة يفرحوا بها لأَن { ما } هنا للنبى صلى الله عليه وسلم وما أَصابه من سوءٍ هو مصيبة يثاب عليها و { ما } فى آل عمران للمؤمنين، وهم قد تصيبهم سيئة لذنبهم، ومعنى أَخذهم أَسرهم من قبل هو حذرهم كالتخلف يوم أَحد قبل المصيبة، وإذا سمعوا أَن سلطانه أوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبوا إِليه أَو أَرسلوا إِليه: نحن معك تحرزا وأَخذاً الحذر، وتوليهم ذهابهم عن موضع اجتماعهم وتحدثهم، ويضعف أَن يفسر بالتولى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأَنه لم يجر ذكر لاجتماعهم معه حين أُصيب، وحذف من الأَول ياليتنا كنا معه فنفوز فوزاً عظيماً، لأَن المقام بيان لقسوتهم، وحذف من الثانى ذكر شماتتهم بما أَصابهم من ضر ومشقة، وذلك احتباك، ولما جعل المنافقون المتخلفون يخبرون أَخبار السوء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَصحابه بأَنهم لقوا مشقة السفر وهلكوا، كذبهم الله تعالى بقوله:

{ قُلْ } يا محمد لهم ردًّا لفرحهم بمصيبتك { لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا } فى اللوح المحفوظ أَن يصيبنا، أَو ما كتب قضى أَو ما خص لنا من خير الدنيا والآخرة مثل النصر والشهادة ومن سوءِ الدنيا ونثاب عليه، والياءُ عن واو مكسورة نقل كسرها الصاد فقلبت ياءً من الصواب، بمعنى وقوع الشىءِ فيما قصد به، أَو من الصوب وهو النزول. قال كعب الأَحبار سبع آيات فى كتاب الله تعالى إِذا قرأتهن لا أُبالى ولو انطبقت السماوات على الأَرض لنجوت { قل لن يصيبنا... إِلى المؤمنون } ووإِن يمسسك الله بضر... } [يونس: 107] إلىالرحيم } [يونس: 107] ووما من دابة فى الأَرض... } [هود: 6] إلىمبين } [هود: 6] وإِنى توكلت على الله... } [هود: 56] إِلىمستقيم } [هود: 56] ووكأَين من دابة... } [العنكبوت: 60] إِلى قولهالسميع العليم }

السابقالتالي
2 3 4