الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لَقَدِ ٱبْتَغَوُاْ ٱلْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلأُمُورَ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ ٱللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ }

{ لَقَدِ ابْتَغُوا الْفِتْنَةَ } افتراق أَمركم أَو كلمتكم وخذلانكم لتضعفوا فيغلبو كم { مِنْ قَبْلُ } يوم أُحد كما انصرف ابن أُبى لعنه الله يوم أُحد من ثنية الوداع بأَصحابه، وهم ثلثمائة وبقى من المسلمين من هو مخلص وهم سبعمائة، وقيل رجع بهم قبل الثنية. ـ لعنه الله ـ من ذى حدة، وكما قالوا يوم الخندق يا أَهل يثرب ولا مقام لكم فارجعوا. وكما وقف له اثنا عشر رجلاً على ثنية الوداع ليلة العقبة، ليفتكوا به صلى الله عليه وسلم، كذلك قيل من ذى جدة، والصواب من ذى جدر وهو موضع قريب من المدينة، وكذا قيل انصرف لعنه الله فى هذه الغزوة قريبا من ثنية الوداع { وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ } رددوا فكرهم لأَجل مضرتك ومضرة دينك وأَصحابك كمن يقلب شيئاً ظهراً لبطن وبطناً لظهر، ليظهر له ما يظهر. { حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ } النصر { وَظَهَرَ أَمرُ اللهِ } عزه، وعز دينه وأَهله أَو قضاؤه الأَزلى وقدره { وَهُمْ كَارِهُونَ } لذلك فأَظهروا الدخول فيه أَكثر مما أَظهروه قبل وماتوا على نفاقهم إِلا من شاءَ الله، وإِنما صح التغيى بحتى لتأْويل ابتغوا وقلبوا بالبقاءِ على ابتغاءِ الفتنة والتقليب، أَو لتقدير استمروا على ذلك، وسلى الله بالآيتين نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على تخلف المنافقين، فإِنه ضاق صدره بتخلفهم ولو أَذن لهم بلا طيب من نفسه، وبين له أَنه ثبطهم لفسادهم وهتك أَستارهم وأَنه لا عذر لهم.