الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ }

{ هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ } شريعة الإِسلام سماها هدى لأَنه يهتدى بها إِلى الخير، وديناً لأَنه يجازى عليها وتعتاد، أَو الهدى القرآن، أَرسله رسوله بذلك ليتم فكيف ينقطع { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ } أَل للاستغراق، أَى الأَديان، ولذا قال { كُلِّهِ } وهاء يظهره للدين لقربه، وإِظهاره على الأَديان بخذلان أَهلها وبالنسخ، أَو للرسول فيقدر على أَهل الأَديان، أَو المعنى يطلعه على جميع دينه لا يخفى منه شئ عنه { وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } ولو كرهوا فوضع الظاهر موضع المضمر العائد للكفار، ليصفهم بأَنهم ضموا إِلى الشرك الكفر برسوله، والمراد الإِشراك بالله عز وجل، أَو الكفر والشرك واحد كرر للتأْكيد، وذلك فى زمانه صلى الله عليه وسلم وبعده أَو عند نزول عيسى، قال أَبو هريرة والضحاك: ذلك إِذ نزل عيسى. قال أَبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذا أَنزل عيسى أَهلك الله الملل كلها، إِلا دين الإِسلام " ، وعن المقداد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يبقى على وجه الأَرض بيت مدر ولا وبر إِلا أَدخله الله كلمة الإِسلام إِما بعز عزيز أَو بذل ذليل ". . إِما أَن يجعلهم من أَهله فيعزوا به، وإِما أَن يذلهم فيدينوا له.......

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم....