الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ } * { يُجَادِلُونَكَ فِي ٱلْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ }

أَسبابه، ما مصدرية، والتشبيه عائد إِلى الاستقرار فى لهم، أَى ثابتات لهم ثبوتا كثبوت إِخراجك، أَو ثبوتا مثل إِخراجك، أَو إِلى حقا، أَى حقا ثابتا كثبوت إِخراجك، أَو مثل ثبوت إِخراجك، أَو إِلى قوله الأَنفال لله، أَى ثابتة لله ثبوتا كثبوت إِخراجك، أَو مثل ثبوت إِخراجك، أَو إِلى أَصلحوا، أَى إِصلاحا ثابتا كإخراجك، إِلخ.. أَو إِلى أَطيعوا، أَى إِطاعة ثابتة أَو محققة كثبوت إِخراجك، أَو كتحقق إِخراجك، أَو إِلى يتوكلون، أَو حالهم فى كراهة قسم الغنيمة ككراهة إِخراجك إِلخ. أَو قسمتك الأَنفال حق كإِخراجها إِلخ. إِذ كرهوا المساواة فيها أَو المشاركة أَو إِخراجك من مكة حق كإِخراجك إِلخ.. فى أَن الكل منفعة مكروهة عاقبتها الخير كله، وذلك كله من بلاغة الكلام بالاستشهاد بحال واقعة أَو حاضرة كما قالوالعاديات } [العاديات: 1] إِلى آخره، حين قال المشركون أَن جند النبى صلى الله عليه وسلم مقتولون. والبيت المدينة، أَو مكة، أَو بيته صلى الله عليه وسلم، فى إِحداهما، الأَولى بيته فى إِحداهما، وأَنه الذى فى المدينة، والواو فى { وإِن فريقا } إِلخ.. للحال، والكراهة كراهة القتال، إِذ لم يخرجوا له من المدينة لأَنهم لم يستعدوا له، لا جبنا، فأَحبوا التعرض لمال قريش الآتى من الشام لكثرته، وقلة الرجال معه، وكذلك كره الشبان مقاسمة الشيوخ لهم فى الأَنفال، وكذلك كره الشيوخ أَو بعضهم قوله صلى الله عليه وسلم " من أَخذ سلبا فهو له " إِذ قاله، أَو إِذ رأَوا الشبان سلبوا ما شاءَ الله، والكراهات فى ذلك كله كراهة طبع لا عصيان له، صلى الله عليه وسلم، ومما روى فى ذلك أَن سعد ابن سعد بن عبادة قال: يا رسول الله إِن جماعة من أَصحابك وقوك بأَنفسهم فلم يتقدموا مع الشبان، وحتى أَخذ هؤلاءِ ما سلبوا بقوا بلا شئ، فنزليسأَلونك عن الأَنفال } [الأَنفال: 1] والحق القتال وجدالهم فى شأنه، وهو قولهم لم نستعد له، وتبييته لهم ظهوره لهم بأَنه الصواب وأَنه أَنفع لهم لأَنك اخبرتهم بأَنهم ينصرون أَينما توجهوا. وكأَن مكفوفة بما، وحاصل الشبه أَنهم لقلة عددهم وكثرة العدو، وعدم الاستعداد له كانوا كأَنهم يساقون إِلى الموت وهم يشاهدون أَسبابه كالحريق والإِغراق وسل السيوف على رءُوسهم وهم أَسرى، وذلك رعب لأَنهم ثلاثمائة ونحو ثلاثة عشر، وفيهم فرسان للزبير بن العوام والمقداد بن عمرو، ويقال له المقداد ابن الأَسود. وعن الإِمام على: ما معنا فارس إِلا المقداد، والعدو أَلف، وسبعون فرسا، وقيل أَلف رجل إِلا خمسين. ويجادلونك خبر ثان لأَن أَو حال من ضمير كارهون، أَو مستأَنف. ويبعد كون الواو لأَن أَو حال من ضمير كارهون، أَو مستأَنف. ويبعد كون الواو لأَن المقام ليس لذلك، وعليه يتعين الاستئناف.