الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ }

{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ } - وفى قراءةِ ولا تحسبن - يا محمد، أَو يا من يصلح للخطاب مطلقا { الَّذِينَ كَفَرُوا } من كفار بدر الذين لم يقتلوا أَو لم يؤسروا، أَو المشركين مطلقا، وهو أَولى لشموله الأَول بالذات { سَبَقُوا } مفعول ثان، لا تحسبنهم سابقين الله وفائتيه، بل منهم من يؤمن بعد، ومنهم من يقتل أَو يموت فيعاقب بالنار، وعلل ذلك بقوله { إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونِ } الله، لا يفوتونه، أَو هو مضارع أَعجز الذى بمعنى وجد عاجزا، فإِن من معانى أَفعل الوجود، أَى لا يجدون طالبهم عاجزاً، فلا تأيس من قتلهم إِيمانهم، ولا تحذر النبذ إِليهم ظانا أَنه إِذا أَعلمتهم بالنبذ أَخذوا حذرهم وتقووا عليك، وقيل: لا يعجزونك، ثم إِن عدم الإِعجاز يفيد أَنهم يعاقبون فى الدنيا بالقتل، وهكذا يتبادر ولا سيما إِذا قدرنا لا يفوتونك، وعن الحسن: لا يفوتون بعدم البعث، وأَقول: الآية ليست على هذا المعنى، وأَولى من هذا - إِن أَريد - أَن يقال بالعموم، أَى لا يفوتون من عذاب الدنيا ولا البعث، تسلية له صلى الله عليه وسلم، أَو أَن يقال: لا يفوتون: إِما أَن يقتلوا ولهم النار، وإِما أَن يعذبوا فى الآخرة، وهذا تسلية أَيضا، ولا سيما إِن قيل أَنها نزلت فيمن فاته ولم ينقم منه.