الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوهُمْ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ }

{ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } قدم الخبر للحصر، وهذا هو المحصور فيه، وأَما المحصور ففى قوله { إِلاَّ أَنْ قَالُوا } أَى رؤَساؤُهم { أَخْرِجُوهُمْ } أَخرجوا لوطاً ومن آمن معه، وفى النمل أخرجوا آل لوط لأَنهم مرة قالوا هذا ومرة قالوا آخر، وليكون ما فى النمل تفسيرا لهذه، وقيل لنزولها قبل سورة الأَعراف { مِنْ قَرْيَتِكُمْ } سدوم أَكبر قراهم، وفيها أَربعة آلاف وأَهلكت معها عامور ودومة وساعور، وآمن أهل مزة فلم يهلكوا فهن خمس قرى، { إِنَّهُمْ } أَى لوط ومن آمن به { أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } مجانبون ما نأْتيه من اللواط وعبادة الأَصنام لأَنهم يرونه دنسا، أَى ما كان قولهم أَخرجوهم من قريتكم إِنهم أُناس يتطهرون إِلا جوابا لهم، قابلوا نصحه بذلك، واستهزءُوا بجعل ذلك المتجنب تطهرا، والحصر إِضافى منظور فيه إِلى المرة الأَخيرة من مرات المحاورة، وقد صدر منهم قبلها أَقوال قبيحة وإِلى بعض صواب، أَى قالوا ذلك لا بعض صواب أَو سهولة، وجئَ بالواو فى قوله ما كان هنا. وبالفاءِ فى النمل والعنكبوت لوقوع الاسم قبل هنا والفعل فيهما والتعقيب بالفعل بعد الفعل أَنسب دون التعقيب بعد الاسم.