الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ } تصييره آيلا أَى راجعا إِلى معانيه بوقوع معانيه من بعث وثواب وعقاب ونحو ذلك، والنظر بمعنى الانتظار أَى ما ينتظرون إِلا تأويله. سماهم منتظرين له كأَنهم جازمون به متوقعون وقته، وذلك لظهور الأَدلة وقوتها وكثرتها. والآية فيمن جزم وجحد أَو فيمن شك أَو ظن، وفى الشاك والظان فذلك كل لا كلية { يَوْمَ يَأْتِى تَأْوِيلُه } هو يوم القيامة متعلق بقوله { يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ } أَى نسوا الكتاب، أَى تركوا الإِيمان به كالشئ الذى خرج عن الحافظة { مِنْ قَبْلُ } أَى قبل يوم القيامة فى حياتهم { قَدْ جَاءَتْ } فى الدنيا { رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ } يقرون بحقيقة كل رسول ورسل غيرهم، لأَنه تحقق الأَمر لهم يوم القيامة فآمنوا حين لا ينفعهم الإِيمان، وذلك إِذعان وإِقرار بأَن الرسل جاءَت بالحق، والمراد أَنه تبين مجيئها بالحق من الوعد للمطيع والوعيد للمعرض { فَهَل لَّنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا } فاعل لنا أَو فاعل متعلقه الفعلى أَو الاسمى الرافع المكتفى به عن الخبر من صلة، والهمزة لتأنيث الجماعة أَى هل لنا من يشفع لنا فلا نعذب، وهذه جملة إِنشائية اسمية عطفت على جملة خبرية فعلية { أَوْ نُرَدُّ } عطف على الاسمية بعد هل، فمعنى هل متسلط عليه أَى وهل نرد إِلى دار التكليف وهى دار الدنيا { فَنَعْمَلَ } بالنصب فى جواب الاستفهام المضمن بالعطف على مدخول هل { غَيْرَ الَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ } التوحيد والعمل الصالح بدل الإِشتراك والفسق { قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ } أَضاعوها بصرفها فى الإِشراك والفجور فى حياتهم الدنيا { وَضَلَّ } ذهب أَو حضر، وكأَنه غاب لعدم النفع { عَنْهُمْ مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } من دعوى أَن عبادة الأَصنام حق، وأَن الأَصنام تشفع لهم.