الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ ٱلرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }

{ قُلْ } إِنكاراً وتوبيخاً لهؤلاء الطائفين عراة المحرمين للذائذ. { مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ } أَنبت لعباده كالقطن والكتان من النبات والدروع من المعادن والصوف والحرير من الحيوان ثم حرم الحرير على الرجال { وَالطَّيِّبَاتِ } المستلذات { مِنَ الرّزْقِ } أَكلا وشرباً واللباس، وشملت الآية تنظيف البدن وتزيينه بلفظها ولو كان من غير سبب النزول، وهى دليل على أَن الأصل فى الزينة وما يطعم أَو يشرب الحل { قُلْ هِىَ } أى الزينة والطيبات { لِلَّذِينَ آمَنُوا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } بلاغا وفوقه بلا بطر، وذلك بالأَصالة، وشاركهم الكفرة لا بأَصالة لأَنها خلقت لمن يتوصل بها إِلى إِقامة دين الله ويشكر الله، وهم ينتفعون بها لغير ذلكومن كفر فأَمتعه قليلا ثم أضطره إِلى عذاب النار } [البقرة: 126] { خَالِصَةً يَوْمَ القِيَامَةِ } لهم لا يشاركهم فيها الكفرة، وزينة الآخرة وطيباتها غير زينة الدنيا وطيباتها، فالضمير فى قوله هى للذين آمنوا لحقيقتهما الشاملة لما فى الدنيا وما فى الآخرة، وخالصة خبر ثان، وفى الحياة متعلق بمتعلق اللام أَو بها مع مدخولها للنيابة عنه { كَذَلِكَ نفَصِّلُ الآياتِ } أَى فصلنا الآيات هذا التفصيل الذى سمعتموه، أو نفصل سائر الآيات مثل تفصيلنا ما سمعتموه، وفى الوجه الأَول استحضار ماض لشاهد تأكيداً { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } إِن الله واحد فيأْتمروا بأَمره وينتهوا بنهيه فلا يحلون ولا يحرمون إِلا ما أَحل أو حرم، والمراد لقوم يعلمون، أو غيرهم لكن خصهم بالذكر لأَنهم المنتفعون.