الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ }

{ قَالاَ رَبَّنَا } يا ربنا حذف حرف النداء تحننا إِلى ذكر الله عز وجل بسرعة، وتحرزا لشدة خضوعهما عن صورة الأَمر لأَن معنى يا زيد أَقبل بجسدك أَو بقلبك { ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا } نقصنا حقها وأَضررناها بمخالفتك والخروج من الجنة { وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا } أَى والله إِن لم تغفر بدليل إِجابة القسم بقوله { لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } قالا ذلك تعظيما لحق الله، لأَنهما لم يتعمدا المعصية بل اغترا بالحلف العظيم، ظنا منهما أَنه لا يحلف به حالف كاذبا فليس ذلك معصية من جنس معاصى غير الأَنبياء، بل ذلك كالخطإِ والسهو، فذلك هضم لأَنفسهما، ومن باب حسنات الأَبرار سيئات المقربين، فلا دليل فى الآية على جواز العقاب على الصغائر لمن اجتنب الكبائر كما قال الشافعية وغيرهم، فإِن الحديث صريح فى أَنها مغفورة لمن اجتنب الكبائر إِلا أَنه يجوز عتاب على ترك التحفظ المؤدى إِلى نسيان أَو اغترار بشئ.