الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالُوۤاْ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } * { زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } * { فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلنّورِ ٱلَّذِيۤ أَنزَلْنَا وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } * { يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } * { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَولَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } * { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ } * { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } جزئياً وكلياً وجسماً وعرضاً وحاضراً ومضموناً { وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ } يسر بعضكم لبعض أو تسرون فى أنفسكم { وَمَا تُعْلِنُونَ } يظهر بعضكم لبعض { واللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } اعتراض فى آخر الكلام مقرر لما قبله من علمه تعالى بسرهم وعلنهم فإِذا علم ما فى الصدور فأَولى أن يعلم ما خرج عنه وسرا، وعلم هذا لبادى الرأى وكل ذلك عند الله فى نفس الأَمر سواء، { أَلَمْ يَأْتِكُمْ } أجهلتم ولم يأْتكم يا أيها الكفرة مطلقاً أو كفار مكة { نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ } قبلكم كقوم نوح وعاد وثمود ونمروذ وقومه وفرعون وقومه { فَذَاقُوا } لكفرهم كما دلت عليه الفاء فإِنها للسببية ومطلق الترتيب لا باتصال لأَنهم أمهلوا إِلا أن عد إِهلاكهم فى الدنيا اتصالا إِذ لم يمهلوا للآخرة { وَبَالَ أَمْرِهِمْ } ضرر شأنهم الذى هو الكفر وعبر عن كفرهم بأَمرهم إِشعاراً بأَنه جناية عظيمة تقول فعل زيد أمراً إذا أردت تهويل فعله ومادة وبل الثقل والشدة كما يسمى الطعام الثقيل على المعدة وبيلا { وَلَهُمْ } فى الآخرة { عَذَابٌ أَلِيمٌ } لا يعرف قدر عظمه إِلا الله أسند الأَلم إِلى العذاب مبالغة كأَنه متوجع أو هو من الثلاثى بمعنى الرباعى أى مؤلم كنذير بمعنى منذر وجليس بمعنى مجالس، { ذَلِكَ } المذكور من ذوق العذاب فى الدنيا وثبوت العذاب الأَليم فى الآخرة { بِأَنَّهُ } بسبب أن الشأن { كَانَت } أى هى رسلهم على التنازع واعمل الثانى وهو تأْتى من قوله تعالى { تَأْتِيهِمْ } وقوله { رُسُلُهُمْ } فاعل تأتى أو هو اسم كانت ولا ضمير فيه، بل الضمير فى تأْتى على أعمال الأَول { بِالْبَيِّنَاتِ } الدلائل التكوينية والمتلوة { فَقَالُوا } عطف على كانت أو على تأْتيهم وفاعله { أَبَشَرٌ } فاعل لمحذوف أى أيهدينا من باب الاشتغال فى المرفوع كقوله تعالى وإِن أحد، وإِذا السماء لأَن الهمزة أميل إِلى الفعل إِذا وجد إِلا أنه يبقى قوله { يُهْدُونَنَا } بلا استفهام إِلا ما يحصل له من رائحته بالتفسير والذى يظهر أنه مبتدأ والاستفهام ينسحب على الكل وبشر جنس ولذا عاد إِليه واو الجماعة، وإِذا أُريد به واحد أفرد الضمير وإِن نعت نعت بمفرد كما قالت ثمود من هؤلاء المذكورين أبشرا منا واحدا نتبعه { فَكَفَرُوا } بهم أى بالرسل أو بها أو بهن أى الآيات { وَتَوَلَّوا } عن التأَمل فى البينات أو عن الإِيمان بها أو بالرسل { واسْتغْنَى اللهُ } عنهم أو عن كل شئ والأَول أولى ويقدر العموم بعد غنى والجملة حال بلا تقدير لقد أو بتقديرها والفعل على ظاهره والعطف على كفروا وهذا أولى أو الفعل بمعنى أظهر غناه فإِنه غير محتاج إِلى إِيمانهم فلم يزد لهم بينات أخرى بل عجل عذابهم { وَاللهُ غَنِيٌّ } عن كل شئ عنهم وعن غيرهم فى العبادة وغيرها { حَمِيدٌ } أهل للحمد ولو لم يحمده حامد كما فى الأَزل أو يحمده المؤمنون والملائكة والدواب والجمادات وذلك حمد بلسان الحال ولسان القال جمع بين الحقيقة والمجاز أو يحمل على عموم المجاز أو على لسان الحال ولو من الناطق بقطع النظر عن خصوص نطقه.

السابقالتالي
2 3 4 5 6