الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } * { ٱتَّخَذُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } * { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ }

{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. إِذَا جَاءَكَ } حضر مجلسك عبر عن الحضور بالمجئ لأَن الحضور مسبب عن المجئ ولازم له اللزوم البيانى { الْمُنَافِقُونَ } عبد الله بن أُبى ابن سلول وأصحابه بإِثبات ألف ابن الثانى لأَنه ليس تابعا لأُبى بل لعبد الله. { قَالُوا نَشْهَدُ } من قلوبنا شهادة صادقة { إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ } إِلينا وإِلى الناس كلهم أكدوا بالشهادة المنزلة منزلة القسم وبالجملة الاسمية بعدها وبإِن وباللام فى خبرها وذلك من لازم الفائدة، لأَن المراد إِعلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأَنهم عالمون برسالته { وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ } حقا فى نفس الأَمر كما نطقت به ألسنتهم، ولم توافق قلوبهم وحق عليهم أن توافق وأكد بالعلم الجارى مجرى القسم وإِن والاسمية واللام واعترض بهذه الجملة الحالية بين قالوا نشهد إِلخ. وقوله عز وجل { وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } لئلا يكون اللفظ على صورة تكذيب ما أثبتوا من الرسالة أو يتوهم متوهم ما هذا التكذيب والمعنى والله يشهد إِن المنافقين كاذبون فى قولهم إِنا شهدنا من قلوبنا أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والشهادة فى كلامهم ليست مطلق إخبار محتمل للصدق بل الإِيقان، ولفظ نشهد ونحوه من الأَفعال والأَسماء يفهم منه موافقة القلب وهكذا وضع فى اللغة فتكذيب الله إِياهم راجع إِلى مضمون هذا اللفظ وهو موافقة القلب وإِلى ما قصدوه من دعوى الموافقة، ويجوز أن يكون المعنى أن المنافقين شأنهم الكذب وإن صدقوا فى قولهم هذا بحسب ما فى نفس الأَمر من ثبوت الرسالة، ولا دليل للنظام فى الآية على قوله الصدق مطابقة الاعتقاد للفظ، ولو كان الاعتقاد خطاء والكذب عدمها، ويجوز أن يكون تكذيب الله عز وجل لهم فى دعواهم أنهم قالوه كذبا عندهم بمعنى كاذبون فى دعوى أن قولهم كذب، إِذ قولهم ذلك حق فى نفس الأَمر ولو لم يذعنوا إِلى أنه حق فى نفس الأَمر وأجاز بعض المحققين أن يكون تكذيب الله إِياهم راجعا إِلى حلفهم، والله ما قلنا لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا وما قلنا لئن رجعنا إِلى المدينة الخ سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأَن الحارث بن أبى ضرار منهم وهو أبو جويرة زوج النبى - صلى الله عليه وسلم - يجمع الناس لحربه - صلى الله عليه وسلم - فخرج - صلى الله عليه وسلم - إِليهم فلقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسع من ناحية قديد إِلى الساحل فهزمهم وقتل منهم فسباهم وازدحم جهجاه بن سعيد الغفارى أجير عمر قائد فرسه مع سنان بن وبر الجهنى حليف بنى عوف بن الخزرج على الماء فاقتتلا فصرخ يا معشر الأَنصار وصرخ جهجاه يا معشر المهاجرين، وأعانه رجل فقير من المهاجرين اسمه جندل، فقال له عبد الله بن أُبى وإِنك لهناك.

السابقالتالي
2 3 4 5 6