الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُمْ مِّنَ ٱلْحَقِّ يُخْرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَوَدَّةِ وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } * { إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُواْ لَكُمْ أَعْدَآءً وَيَبْسُطُوۤاْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِٱلسُّوۤءِ وَوَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ } * { لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيۤ إِبْرَاهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءآؤُاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةُ وَٱلْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتَّىٰ تُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَآ أَمْلِكُ لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ } * { رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱغْفِرْ لَنَا رَبَّنَآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } * { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَٱللَّهُ قَدِيرٌ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أوْلِيَاءَ } عدو الله هم كفار مكة الذين قضى الله أن لا يؤمنوا وهم عدو للمؤمنين أيضاً ومن قضى الله بإِيمانه عدو للمؤمنين بحسب الظاهر، وإِذا آمنوا رجعوا لولايتهم. نزلت فى حاطب بن عمرو أبى بلتعة مولى عبد الله بن حميد بن زهير ابن أسد بن عبد العزى وفى البخارى ومسلم وغيرهما عن على بعثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والمقداد فقال انطلقوا حتى تأْتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فأتونى به، فخرجنا حتى أتينا الروضة فإِذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجى الكتاب. فقالت: ما معى من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبى - صلى الله عليه وسلم - فإِذا فيه من حاطب بن بلتعة إِلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبى - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توجه إِليكم بجيش كالليل يسير كالسيل والله لو سار إِليكم وحده لنصره الله عليكم فإِنه منجز له وعده. فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - " ما هذا يا حاطب ". قال: لا تعجل علىَّ يا رسول الله، كنت امرءاً ملصقا فى قريش ولم أكن من أنفسها وكل من معك من المهاجرين إِذ فاتنى ذلك من النسب فيهم أن أصنع إِليهم يدا يحمون بها قرابتى يعنى بنيه وأخوته وأُمه وما فعلت ذلك كفراً ولا ارتداداً عن دينى. فقال عمر رضى الله عنه: دعنى يا رسول الله أضرب عنقه ويروى دعنى يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق. فقال - صلى الله عليه وسلم -: " إِنه شهد بدراً وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " ففاضت عينا عمر ونزلت الآية والمرأة تدعى أم سارة مولاة لقريش وقيل سارة مولاة لأبى عمرو بن صيفى بن هاشم ويجمع بأَنها سارة سميت بنتها باسمها.

وعن أنس أنه - صلى الله عليه وسلم - بعث عمر وعلياً فلحقاها فلم يريا معها شيئاً فرجعا ثم قالا والله ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجعا إِليها وسلا سيوفهما وقالا: والله لتعطينا الكتاب أو نقتلك. فأنكرت ثم قالت أعطيكما على أن لا تردانى إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالا: نعم أى لأنه صلى الله عليه وسلم لم يأمرهما بالإِتيان بها بل بالكتاب بل أمرهما أن يأخذا منها الكتاب ويخليانها وإِن أبت فليقتلاها.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8