الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَّ يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوۤاْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ } * { إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُواْ عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا جَآءَكُمُ ٱلْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَٱمْتَحِنُوهُنَّ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلْكُفَّارِ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّآ أَنفَقُواْ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَآ آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلاَ تُمْسِكُواْ بِعِصَمِ ٱلْكَوَافِرِ وَاسْأَلُواْ مَآ أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُواْ مَآ أَنفَقُواْ ذَلِكُمْ حُكْمُ ٱللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى ٱلْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُواْ ٱلَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِّثْلَ مَآ أَنفَقُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ أَنتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِٱللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَٰنٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُنَّ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ لاَّ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ } من المشركين { فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ } ولم يظاهروا على إِخراجكم بدليل الآية بعد { أن تَبَرُّوهُمْ } عن أن تبروهم أى عن بركم إِياهم، أى الإِحسان إِليهم وهو بدل اشتمال من الذين وذلك قبل الهجرة، ودخل فى الإِبدال بواسطة العطف قوله تعالى: { وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ } تميلوا إِليهم بالعدل ولتضمنه معنى تميلوا أو تفيضوا عدى بإِلى { إِنَّ اللهَ } لأَن الله { يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } العادلين وذلك أمر مأْمور به مع كل مشرك جائز العشرة والإِقساط لا ينسخ كما زعم بعض أنه منسوخ بآية القتال وذلك فيما ليس فيه إِهانته فلا يجوز لأَنه غير عدل فهو خارج بلفظ إلاَّ على وجه الضرورة، فإِنه يفعله ولا يقصد إِهانة الإِسلام كالمضطر إِلى قول إِلهين اثنين وكالقيام لهم إِن كان لم يقم يقتل أو يعذب أو يؤخذ ماله ومن إِهانة الإِسلام أن يخدم كافراً أو يؤجره مشرك، ومن العدل التصدق على من هو فى الذمة والمستجير لا على أهل الحرب ولو غلبوا المسلم وكان تحت حكمهم إِلا لضرورة.

قالت أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها أتتنى أُمى راغبة وهى مشركة فى عهد قريش إِذ عاهدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأَلت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أأصلها؟ فأَنزل الله تعالى: لا ينهاكم الله. الخ فقال: " نعم صلي أمك " رواه البخارى واسم أمها قتيلة بنت عبد العزى، طلقها الصديق فى الجاهلية وأسماء أكبر سناً من عائشة، وعائشة أكبر شأْناً منها رضى الله عز وجل عنهما. فأَسماء أخت عائشة من أبيها، وأم عائشة تدعى أم رومان والعقد الذى انقطع عن عائشة رضى الله عنها فنزل التيمم هو لأَسماء كان بيد أختها عائشة عارية تتزين به لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقيل قتيلة المذكورة خالة أسماء سميت أمهات مجازاً والصحيح الأَول، ولم تباشر أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسؤال، بل سأَلته بواسطة عائشة، كما روى أحمد عن عبد الله بن الزبير أنه قدمت قتيلة بنت عبد العزى على ابنتها أسماء بنت أبى بكر بهدايا ضاب وأقط وسمن، وروى ضباب وقرض وسمن وهى مشركة، فأَبت أسماء أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها حتى أرسلت إِلى عائشة رضى الله عنها أن تسأَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذا، فسأَلته فأَنزل الله تعالى: لا ينهاكم الله الخ. فأَمرها أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها. ولفظ البخارى ومسلم ظاهر فى أنها سأَلت بنفسها لا بواسطة عائشة. ولفظهما قالت قدمت علىَّ أمى وهى مشركة فى عهد قريش إِذ عاهدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومدتهم فاستفتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت يا رسول الله إِن أُمى قدمت علىَّ وهى راغبة أفأَصلها؟ قال: نعم.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد