الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ }

{ وَزَكَرِيَّا } هو ابن يوحيا بن مدن بن مسلم بن صدوق بن بحسان بن داود بن سليمان بن ناخور بن سلوم بن تهفاساط بن أَبيا ابن رجهم بن سليمان بن داود. وقيل زكريا بن أَزن بن بركيا من ذرية سليمان، قتل بعد قتل ولده يحيى. بشر بابنه يحيى وله اثنان وتسعون عاماً وقيل تسع وتسعون سنة، وقيل: مائة وعشرون { وَيَحْيَى } هو ابن زكرياء سمى لأَنه حيى به رحم أمه، وقيل: أَصله حيا زيدت أَوله ياء من اسم جدته يسارة زوج إِبراهيم، { وَعِيسَى } هو ابن مريم بنت عمران بن ماتان، أَو عمران بن ساهم بن أَهور بن ميشا ابن حزقيل، بن أَحريف بن يؤام بن عزاريا بن أَمضياءَ بن تاوس ابن نوثا بن بارض بن بهو شاباط بن وادم بن أَبيا بن رجهم بن سليمان بن داود، وليس عمران أَبا موسى، فبينهما أَلف وثمانمائة، إِذا رددنا ضمير ذريته لإِبراهيم أَفادت الآية أَن ابن البنت داخل فى الذرية لأَن عيسى لا أَب له، وأُمه من ذرية إِبرهيم ونوح، وإِن رددناه إِلى نوح كانت من ذرية نوح، ومن آذى الحسن أَو الحسين فقد آذى ذرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز العنف فيه إِلا بحق، كما عنفوا الحسن فى تسليم الخلافة لمعاوية، وقومنا مدحوه بذلك لحديث يرونه أَن الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، وأَيضاً دعا بالحسن والحسين فى قوله تعالىندع أَبناءَنا } [آل عمران: 61] إلخ.. فادعى بعض أَن دخول ولد البنت فى الذرية مختص به صلى الله عليه وسلم ومن أمه هاشمية رجحوا أَنه يعطى الزكاة، واعترض الاستدلال بالآية على أَن ولد البنت داخل فى الذرية بالآية بأَن عيسى لا أَب له فلا يقاس عليه غيره، وكذا ابن الملاعنة لا أَب له يحكم المشرع فلا يقاس عليه { وَإِلْيَاسَ } هو ابن أَخى هارون، والجمهور على أَنه متأَخر، وأَنه من أَسباط هارون، وأَنه ابن ياسين بن فنحاص ابن عيزار بن هارون بن عمران، وعن ابن مسعود: إِلياس هو إِدريس، ولعله لم يصح عنه ذلك، لأَن إِدريس جد نوح لا من أَولاد نوح، وقيل: من سبط يوشع، وقيل: من ولد إِسماعيل { كُلٌّ } كل واحد من زكرياءَ ويحيى وعيسى وإِلياس { مِنَ الصَّالِحينَ } القائمين بحقوق الله وحقوق العباد، أَو من الكاملين فى الصلاح، وهو فعل الواجب والمستحب وترك المحرم والمكروه.