الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ وَلَهُ ٱلْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ } * { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّيۤ أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

{ وَهوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ } قائماً بالحق والحكمة، أَو الباء بمعنى اللام، أَى لإِظهار الحق فإِن صنعه دليل وحدانيته، فهو كقوله تعالىربنا ما خلقت هذا باطلا } [آل عمران: 191] وقولهوما خلقنا السماوات والأَرض وما بينهما لاعبين } [الدخان: 38] وقالت المعتزلة أَن معنى قوله بالحق أَنه واقع على وفق مصالح العباد المكلفين، مطابق لمنافعهم، ومذهبنا ومذهب الأَشاعرة أَن فعل الله لا يختص بمصلحتهم { وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُون } واذكر يوم يقول للخروج من القبور كن فيكون، أَو يقول لكل ما يكون فى اليوم الآخر كن فيكون، أَو يوم يقول للنفخ فى الصور كن فيكون، لا يوم يكون الصور؛ لأَن الصور موجود من أَول الدنيا، قيل: أَو يوم يقول لهذا اليوم كن فيكون هذا اليوم، أَى اذكر يوماً سيكون بإِذن الله تعالى، والكون تام وفيه اتحاد اليوم ووقت القول، وهو لا يتجه إِلا أَن يراد باليوم المذكور فى الآية وقتاً متصلا بيوم البعث قبله، أَو ثابتاً بالحق يوم ينفخ، أَو خلق السماوات والأَرض، وخلق يوم يقول عطف على السماوات أَو الأَرض أَو عطف على الهاء أَى واتقوا يوم يقول، والمراد بقول كن توجه الإِرادة الأَزلية إِلى وجود شىء { قَوْلُهُ الحَقُّ } مبتدأ وخبر، أَو مبتدأَ خبره يوم يقول، والحق نعته، أَو الحق فاعل يكون، أَو مبتدأَ خبره يوم ينفخ { وَلَهُ المُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِى الصُّور } ثبت له الملك يوم ينفخ فى الصور نفخة الموت، وأَما قبله فلغيره أَملاك بحسب الظاهر، لكن الملك له تعالى بالحقيقة، ويوم القيامة لا مدعى للملك ويختص بالله عز وجل، كقوله عز وجللمن الملك اليوم لله الواحد القهار } [غافر: 16] أَو يوم بدل عن يوم، أَو يتعلق بتحشرون، أَو بالملك أَو بيقول، أَو بالحق الثانى، أَو بقوله { عَالِمُ الغَيْبِ } ذى الغيب أَو الغائب أَى ما غاب من الخلق أَو عن بعضهم مما مضى أَو يأْتى أَو وجد من الدنيا والآخرة، وملك النفخ واحد على المشهور، وفيه كلام بسيط، وفى البزار والحاكم عن أَبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أَن ملكين موكلين بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان " { وَالشَّهَادَةِ } ذى الحضور، أَو الحاضر أَى هو عالم الغيب والشهادة، أَو فاعل ليقول أَو لينفخ محذوفاً مبنياً للفاعل دل عليه المذكور المبنى لمفعول كقوله: ليْبكَ يزيد ضارع لخصومة. بالبناء للمفعول ورفع يزيد، كأَنه قيل من يبكيه؟ فقال: يبكيه ضارع، وقوله تعالى:يسبح له فيها بالغدو والأَصال رجال } [النور: 36 - 37] فى قراءة البناء للمفعول، كأَنه قيل: من يسبح له؟ بالبناء للفاعل.

السابقالتالي
2 3