الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ ٱلْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }

{ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنا } مقابل لقوله فمن آمن { يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ } أَصل المس تحول البدن أَو بعضه إِلى شئ بالقصد ليباشره، فتسمية المصادم للشئ بلا قصد للمباشرة مساً مجاز، ولا قصد للعذاب فقد شبه العذاب بحيوان مؤذ كالأَسد والثعبان الشديد بدليل أَنه أَثبت للعذاب ما هو من لوازم الحيوان المصر القاصد للمباشرة الضارة، ففى ذلك مبالغة بأَن العذاب طالب لهم، وفى ذلك استعارة مكنية، أَو فى يمس استعارة تبعية من غير استعارة فى العذاب، وأَل فى العذاب للكمال أَو للاستغراق، أَى كل عذاب أَو للجنس أَو للعهد فى العذاب الذى أَنذروا به، إِذا عهد أَن جزاءَ التكذيب عذاب شديد فظيع { بِمَا كَانُوا } أَى بسبب كونهم، أَو بالفسق الذى كانوا { يَفْسُقُونَ } يخرجون عن التصديق والطاعة فهم معذبون على الشرك وما دونه من المعاصى لأَن المشرك محاطب بفروع الشريعة وبأَصلها لهذه الآية ونحوها.