الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ فَلِلَّهِ ٱلْحُجَّةُ ٱلْبَالِغَةُ فَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }

{ قُلْ فَلِلَّهِ الحُجَّةُ البَالِغَةَ } جواب شرط محذوف، أَى إِن لم تكن لكم حجة، فلله الحجة البالغة، أَى فقد افتضحتم لأَن لله الحجة البالغة، أَو إِن كان الأَمر كما زعمتم من أَن ما أَنتم عليه مرضى عند الله، فلله الحجة البالغة، وأَولى من ذلك أَن يجعل عطفاً على إِن أَنتم إِلا تخرصون، كعطف التلقين، وقل اعتراض وعطف كذلك على هل عندكم من علم، لأَن معناه لا علم لكم فلله العلم البالغ، أَو على محذوف، أَى أَنتم لا حجة لكم فيما ادعيتم فلله الحجة عليكم البالغة، والحجة البالغة تبيينه أَنه الواحد وإِرسال الأَنبياء بالحجج التى يعجز الخلق عنها وبالكتب، وبمعنى بلاغها كمالها وخلوصها عن نقص، أَو بلوغها غاية النهاية والوضوح، وهى حجة فوق حجة القادر الحكيم، أَو قوتها على إِثبات الحق من التوحيد وغيره، أَو يبلغ صاحبها دعواه، والبلوغ لصاحبها لا لها كقوله تعالىفى عيشة راضية } [الحاقة: 21]، والحجة من الحج بمعنى القصد، كأَنه يقصد إِثبات دعوى صاحبها، أَو بمعنى القطع { فَلَوْ شَاءَ } هدايتكم إِلى الحق أَو إِلى الحجة البالغة بطريق القهر { لَهَدَاكُمْ } إِلى ذلك قهرا. { أَجْمَعِينَ } لأَنه قادر على كل شئ، لكنه وفق بعضاً وخذل بعضاً والحكمة المطلوبة بالتكليف الإِيمان اختياراً، ولا يكون فى ملك الله مالا يريد فقد أَراد الله ضلال هؤلاء وإِلا كان مغلوباً وملكه ناقصاً سبحانه عن ذلك.