الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

{ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِى اللَّيْلِ والنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ } بالأَقوال { الْعَلِيمُ } بالأَفعال والأَحوال. وذلك وعيد لأَهل الشرك، وهذا آخر المحكى بقل الأَخير، أَمر الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم أَن يخاطبهم بقوله لله: كتب على نفسه.. إِلى قوله، وهو السميع العليم، ويجوز أَن يكون قوله: وله ما سكن.. إِلخ غير داخل، أَو كتب.. إِلى العليم غير داخل، وعلى الأَول يكون وله ما سكن عطفاً على لله مع هو المقدر قبله، وعلى كل حال تكون هذه الآية تقريراً لقوله: قل لله، ومعنى سكن ثبت، فإِنه يجوز أَن تقول أَسكنت فى العام أَو فى الشهر أَو غير ذلك، كما تقول: سكنت فى الدار على المجاز المرسل التبعى لعلاقة الإِطلاق والتقييد، أَو على الاستعارة فشمل التحرك فهو من السكنى مثل:وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا } [إبراهيم: 45] أَو لزم الجمع بين الحقيقة والمجاز، أَو عموم المجاز. أَو معناه لم يتحرك، فهو من السكون فيقدر محذوف، وهذا الحذف لظهروه لكل أَحد، لا ينافى أَن المقام للبسط أَى ما سكن وما تحرك، واقتصر البعض على السكون فى هذا الوجه لأَن الساكن أَكثر من المتحرك، ولأَن عاقبة كل متحرك السكون، ولأَن السكون نعمة غالباً، ولأَن الأَصل السكون والتحرك طارئ، والمتحرك يسكن غالبا فيرجع إِلى قسيم الساكن، أَو الساكن جميع المخلوقات لأَن المتحرك ساكن في حال حركاته بين كل حركتين سكون خفيف لا يظهر لخفته جداً يتمكن به لحركة تعقبه تختلف الحركات سرعة وبطؤاً لقلة السكنات المتخللة وكثرتها.