الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَٰرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }

{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ } نحولها عن الحق بالخذلان { وَأَبْصَارَهُمْ } عن الحق فلا يبصرون إِبصار اعتبار فلا يؤمنون، والعطف على لا يؤمنون، فالإِشعار منسحب عليه ولا يحتاج إِلى رابط يعود إِلى اسم إن إِذا جعلنا إِذا جاءَت لا يؤمنون خبراً لا خصوص لا يؤمنون، كقولك علمت أَنك إِذا جئت جاءَ زيد وقعد عمرو اكتفاء بالضمير فى جملة الشرط، أَو يربط بالهاء فى قوله { كَمَا لَمْ يُؤْمَنُوا بِهِ } على أَنها عائد إِلى القرآن الشامل للآيات مطلقاً أَو للمقترحة، أَو إِلى الآيات بمعنى الدليل، ويجوز عودها إِلى الله لأَنهم لا يؤمنون بوحدانيته فهم غير مؤمنين به، وعودها إِليه صلى الله عليه وسلم وإِلى ما أنزل، وقوله كما لم يؤمنوا عائد إِلى قوله لا يؤمنون أَو لا يؤمنون مقدراً، أَى لا يؤمنون إِيماناً مثل انتفاء إِيمانهم به، أَو الكاف تعليل أَى لانتفاء إِيمانهم به ويضعف عود الهاء إِلى التقليب والباء على حالها، أَو للتقليب والباء سببية، وكما إِلخ نعت لمفعول مطلق محذوف أَى تقليبا ثابتا كانتفاء إِيمانهم به أَول مرة، أَو الكاف اسم نعت. والكفر والإِيمان بقضاء الله عز وجل، وهلكت المعتزلة فى مخالفة ذلك، وتأَولوا قبحهم الله بأَن المعنى نقلب أَفئدتهم وأَبصارهم فى النار، وأَن معنى أَول مرة فى الدنيا { أَوَّلَ مَرَّةٍ } كانشقاق القمر وغيره مما سبق نزوله { وَنََّذرُهُمْ } عطف على لا يؤمنون منسحب عليه الإِشعار مفصح بأَن تقليب الأَفئدة والأَبصار ليس إِجباراً بل أَن يخليهم وشأْنهم { فِى طُغْيَانِهِمْ } كفرهم { يَعْمَهُونَ } يتحيرون لا نوفقهم فما إِنزال الآية المقترحة بعد البيان القاطع لعذرهم وقد قضينا أَن لا يؤمنوا.