الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمُ ٱلْجَلاَءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ وَلِيُخْزِيَ ٱلْفَاسِقِينَ } * { وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ ٱلأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } * { وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { وَٱلَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } * { لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ }

{ وَلَوْلاَ أن كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ } قضى الله وأن خفيفة لا مخففة لعدم قد أو السين أو سوف أو الجملة الاسمية أو الفعل الجامد بعدها والمصدر المؤول مبتدأ أى ولولا كتْبُ اللهِ بإِسكان التاء وضم الباء وجر الهاء { الْجَلاَءَ } الخروج عن أوطانهم من جلا اللازم يقال جلا أى خرج أو الإِخراج من جلا المتعدى جلاه أى أخرجه ويعدى اللازم أيضا بالهمزة، وقيل الجلاء والإِجلاء مع الأَهل والولد والإِخراج معهما ودونهما وقيل الجلاء والإِجلاء لجماعة والإِخراج لها أو لواحد { لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا } بالقتل ومشاهدته قبله كما فعل بأَهل بدر وكما فعل سنة خمس بقريظة إِذ اقتضته الحكمة { وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ } هذا وقوله لولا أن الخ. معطوفان على يخربون إِذا لم يجعل يخرجون تفسيرا للرعب أو للأَزمة إِذ ليسا معنى للرعب ولا للأَزمة كما أن يخربون تفسير له أو للأَزمة ويقال الجلاء أشد عليهم من القتل ولا يخفى أن القتل أشد بالطبع ولأَنهم يصلون به إِلى عذاب الآخرة فى قبورهم وما بعد قبورهم ولكن قبحهم الله لا يعتقدون أنهم معذبون فى القبور وبعدها، وأيام الحياة بعد الجلاء قلائل كالعدم مع تنغصها بمفارقة الوطن والتغرب وإِن اعتقدوا عذاب القبر وما بعده فقد أعرضوا عنه لقسوة قلوبهم { ذَلِكَ } النازل بهم وما سينزل بهم فى الآخرة { بِأَنَّهُمْ } بسبب أنهم { شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ } خالفوا الله ورسوله بارتكاب ما نهوا عنه مع الإِصرار عليه { وَمَنْ يُشاقِّ } كان هؤلاء أو غيرهم { اللهَ } أى ورسوله فذلك من باب الاكتفاء لدليل قوله تعالى شاقوا الله ورسوله، أو لا حذف لأَن مشاقة الله عز وجل مشاقة لرسوله - صلى الله عليه وسلم ووجه الحذف أو عدم التقدير أصلا أن شدة العذاب فى قوله تعالى { فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } مختصة بالله تعالى وإِسناد التعذيب إِلى الله عز وجل دون ذكر مخلوق معه ولو أفضل الخلق - صلى الله عليه وسلم - أهول من ذكره مع المخلوق والرابط محذوف أى فإِن الله شديد العقاب له أو الجواب محذوف أى يعاقبه الله نابت عنه علته، أى يعاقبه لأَن الله شديد العقاب، كذا قيل وفيه أن المقدر لا يعلل بشدة العقاب بل بمطلق العقاب المعتاد المطلق للعصاة أى يعاقبه لأَن شأنه ترك الإِهمال وليس هذا فى الآية إِلا إِن أُريد فى الآية الشدة باللزوم وترك الإِهمال وهو تكلف وإِن قدر يشدد عقابه، لأَن الله شديد العقاب ناسب { مَا قَطَعْتُم } أيها المؤمنون { مِن لِّينَةٍ } بيان لما، فهو نعته واللينة النخلة مطلقا ولو عجوة أو برنيا. وعن ابن عباس النخل كله لينة إِلا العجوة، وأهل المدينة يسمون ما عدا العجوة من النخل الأَلوان وقيل النخل كله لينة إِلا العجوة والبرنى، وعن ابن عباس: اللينة نوع من النخل.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد