الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِيۤ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمآ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } * { ٱلَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُمْ مِّن نِّسَآئِهِمْ مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ ٱللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ ٱلْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ } * { وَٱلَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } * { فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ } * { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ أَحْصَاهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَىٰ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَتَنَاجَوْاْ بِٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { إِنَّمَا ٱلنَّجْوَىٰ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيْسَ بِضَآرِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِي ٱلْمَجَالِسِ فَٱفْسَحُواْ يَفْسَحِ ٱللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ ٱنشُزُواْ فَانشُزُواْ يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }

{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قَدْ } لتوقع المخاطب لأَن النبى - صلى الله عليه وسلم - وخولة وزوجها أوس الأَنصاريين يتوقعون الجواب أو القبول من الله والمعنى أن قد استعملت في كلام ينتظره أحد كقول المقيم للصلاة قد قامت الصلاة فإِن الناس الحاضرين ينتظرونها كذلك النبى والزوجان ينتظرون نزول الوحى بالجواب أو القبول والسمع المتوقع هو جواب الله عز وجل أو قبوله شكواها على التجوز الإِرسالى لأَن السمع سبب للجواب أو القبول وملزوم أو السمع كناية عن الجواب أو القبول ويجوز أن تكون قد للتحقيق { سَمِعَ اللهُ } أجاب أو قبل وإِلا فسمعه تعالى علمه بالأَصوات التى تأْتى بعد الأَزل { قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ } هى ثعلبة بنت مالك على الصحيح وعليه الاكثر أو خولة بنت خويلد أو خولة بنت حكيم أو خولة بنت الصامت أو خويلة بنت الصامت بالتصغير وقيل خويلة بنت مالك بن ثعلبة بالتصغير وقيل جميلة وقيل وقيل وكانت حسنة الجسم، والمجادلة المراجعة فى الكلام كما قرئ تحاورك وقرئ تسائلك وأصله معالجة الصرع على الجدالة وهى الأَرض وكما قال والله يسمع تحاوركما { فِي زَوْجِهَا } أوس بن الصامت أخى عبادة بن الصامت على الصحيح أو مسلمة بن صخر والمراد فى شأن زوجها { وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ } عطف على تجادلك ومن العجب جعل الواو للحال داخلة على مضارع مثبت مجرد من قد على القلة أو داخلة على مبدأ محذوف أى وهى تشتكى بلا دليل على ذلك وبلا داع، والاشتكاء إظهار ما فيها من غم لله عز وجل أى النطق به أو التضرع فى قلبها إِليه تعالى والله لا يخفى عليه شئ ومن العجائب جعل الشكوى من الشكو بمعنى فتح الشكوة واظهار ما فيها وهى سقاء صغير بل كلمة وضعت لمعان وذلك أن خولة دخل عليها أوس فراجعته فى كلام وكان كبير السن قد ساء خلقه فغضب، وقيل كان به لمم أى خفة عقل وقيل رغبة فى النساء فقال أنت عليَّ كظهر أُمى وقيل رآها تصلى ولما سلمت راودها فأبت فقال ذلك وهو كلام محرم للمرأة فى الجاهلية، وهذا أول ظهار فى الإِسلام وندم ودعاها فقالت والله لا تصل إِلىَّ إلا بحكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأَتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله إن أوساً تزوجنى شابة مرغوباً فىَّ ولما كبرت وكثر ولدى وفرغ ما فى بطنى وأكل مالى وأفنى شبابى وكبر سنى وتفرق أهل وطالت صحبتى له وهو أحب الناس إِلىَّ وأبو ولدى، جعلنى كأمه فهل تجد لنا مخرجا؟ فقال والله ما أمرت فى شأنك بشئ إِلى الآن وهذا ظاهر فى أنه - صلى الله عليه وسلم علم بظهاره قبل مجيئها، ويروى والله ما أراك إلا حرمت عليه وقالت ما ذكر طلاقا وراجعت كلاما مراراً وقالت اللهم أشكو إِليك وحدتى وفراقه وفاقتى إن ضممت إِليه صبية صغاراً ضاعوا وإن ضممتهم إِلىَّ جاعوا وجعلت ترفع رأسها إِلى السماء وتقول اللهم إنى أشكو إِليك اللهم أنزل على نبيك، وكلما قالت ذلك قال لها ما أراك إِلا حرمت عليه، فنزلت الآيات فى حينها فقال - صلى الله عليه وسلم -

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد