الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱلْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } * { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلاَ يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } * { ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحْيِـي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } * { ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي ٱلأَمْوَٰلِ وَٱلأَوْلَٰدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَٰهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰماً وَفِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٌ وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ }

{ فَالْيَوْمَ } متعلق بيؤخذ من قوله { لاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ } أيها المنافقون ولا صدر للا النافية إِن لم تعمل عمل إِن ولا عمل ليس ولا صدر للا الناهية. { فِدْيَةٌ } فداء تنجون به من النار كمال وتحقيق الإِيمان الآن، وكأَمر ما من الأُمور والمتبادر أن المراد المال وأيضا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إِن الله تعالى يقول للكافر يوم القيامة أرأيتك لو كان لك أضعاف الدنيا أكنت تفتدى بجميع ذلك من عذاب النار فيقول: نعم يا رب. فيقول الله تبارك وتعالى قد سأَلتك أيسر من ذلك وأنت فى ظهر أبيك آدم ألا تشرك بى فأَبيت إِلا الشرك " ولم يقرن الفعل بتاء التأَنيث أوله للفصل ولأَن النائب ظاهر مجازى التأنيث { وَلاَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا } أشركوا صراحا لانفاقا { مَأْوَاكُمُ النَّارُ } اسم مكان ميمى أى محل إيوائكم أى رجوعكم بفتح الهمزة وإِسكان الواو بعدها ياء مثناة تحتية { هِىَ مَوْلاَكُمْ } ناصرتكم أى لا مولى لكم ولا ناصر كقولك: أطعمته السيف وأشبعته بالضرب وكما قال تحية بينهم ضرب وجيع وكقولهم أُصيب بسوء فاستنصر الجزع.

قال الله تعالى يغاثوا بماء كالمهل أو المعنى هى سيدتكم تلى ما ينفعكم، وذلك تهكم أو هى سيدتكم المتصرفة فيكم بحسب ما تصرفتم فى المعاصى الموجبة لها أو هى مكان قربكم من رضى الله عز وجل على التهكم، فهى اسم مكان من الولى وهو القرب أو قربهم إِلى النار مشاكلة لقرب المسلمين من الجنة قبل دخولها { وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } هى.

{ أَلَمْ يَاْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا } طائفة من المؤمنين أصابهم فتور لما أصابوا من العافية ولين العيش فى المدينة بعد اجتهاد قبل الهجرة فمرحوا وضحكوا فنزلت الآية، كما روى أن نفرا مر عليهم فى المسجد يضحكون فقال: " أتضحكون ولم يأتكم أمان من ربكم، وقد نزل على ألم يأن للذين آمنوا الآية فقالوا يا رسول الله فما كفارتنا؟ قال: " أن تبكوا كما ضحكتم " " وظاهر الحديث أنها لم تنزل فيهم بل نزلت قبل ضحكهم لكن لا مانع أن تنزل فيهم قبل ضحكهم فتكون إِخبارا بالغيب وفى خبر أن أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - فشا فيهم المزاح والضحك فنزلت. وعن ابن عباس استبطأَ الله تعالى قلوب المهاجرين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن.

وقال أنس على رأس سبع عشرة سنة فنزلت وفى مسلم والنسائى وابن ماجه عن ابن مسعود والطبرانى والحاكم ما بين إِسلامنا وعتاب الله تعالى لنا: ألم يأن للذين آمنوا إِلخ إِلا أربع سنين، ويأن مضارع أنى، يقال أنى الأَمر بمعنى أتى وقته، وقال مقاتل والكلبى نزلت فى المنافقين.

السابقالتالي
2 3 4 5 6