الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ } * { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ } * { لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } * { وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } * { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً } * { فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } * { عُرُباً أَتْرَاباً } * { لأَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ }

{ وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ } يصب لهم من محله إِذا شاءوا ويصلهم فى مقدار لمحة، فلهم ماء جار وماء غير جار، وذلك تلذيذ لهم، وقيل مصبوب فى الأَرض، يدخلها ويخرج حيث شاءوا ولا يتغير بالأَرض، لأَنها مسك وذهب ونحوهما، وكان كثير من المسلمين ولا سيما أهل البدو يتعجبون من مياه وج وسدره وثماره ويتمنونها فنزل: وأصحاب اليمين الخ، فيكون أثبت للسابقين أقصى ما يكون لأَهل المدن، وهو كونهم على سرر، تطوف عليهم الخدم بما يشتهون وأثبت لمن دونهم وهم أصحاب اليمين أقصى ما يرغب فيه البداة وهو الخصب والشجر وكثرة المياه فبين السابقين ما بين القروى والبدوى، أو الآية لاستغراق الأَشجار بذكر أطرافها كرقة أوراق السدر وعظم أوراق الطلح على أنه الموز، فإِنه أكبر الشجر ورقاً، كذكرك الصبح والعشية تريد النهار كله والغرب والشرق تريد الدنيا كلها.

{ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ } كثر نوعها وأجناسها وأفرادها ومنها بطاطه وطماطم وما يحتاج إِلى الطبخ يخلق مطبوخاً، وليس هذا استعمالا للكلمة فى معانيها لأَن المعنى مطلق الكثرة. هكذا الصادقة بذلك. { لاَ مَقْطُوعَةٍ } بأَن يكون لها وقت مخصوص كفاكهة الدنيا بعضها فى الصيف وبعضها فى الشتاء مثلا، وبأَن تفقد بالجدب أو بما يصيبها من الآفات.

{ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } بجبار أو سارق أو غلاء أو قلة. { وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } فى موضع عال تتضع لولى الله إِلى الأَرض فيكون فيها فترتفع به، وإِذا أراد النزول منها أو معها انخفضت حتى إِذا أراد ارتفعت به أو رفعها تركيب فراش على فراش، وهى فى ذلك كله على السرر، وروى أبو سعيد مرفوعاً أن ارتفاعها خمسمائة عام، أى وتنخفض أو ترفع فى قدر لحظة. وعن الحسن ثمانين سنة، وقيل المراد مرفوعة القدر وقيل الفرش كناية عن النساء كما يكنى عنهن باللباس، ورفعهن على الأَسرة أو رفع قدر ويدل لإِرادة النساء قوله تعالى: { إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً } إلخ، برد الهاء إِليهن، ولا بد إِذ لا مرجع ظاهر سوى فرش كنى به عنهن، وهذا أولى من رد الضمير إِلى الفرش التى يُتكأ عليها على طريق الاستخدام بأَن يراد به النساء مع عوده لما يُتكأ عليه لأَن هذا الاستخدام بعيد، وإِذا فسرنا الفرش بما يُتكأ عليه ولم نجعل ذلك من باب الاستخدام، فإِنما صح عوده لهن لظهور المعنى بقوله أبكاراً ولو لم يجر لهن ذكر وكيف وقد جرى ذكر ما يدل عليهن وهو ما يفرش، وقدر بعض وفرش مرفوعة ونساء أو حور عين إِنا أنشأَناهن أو وفرش مرفوعة لنسائهم إِنا أنشأَناهن، ومعنى إِنشائهن خلقهن بمرة لا أطواراً كنساء الدنيا علقة ومضغة إِلخ.

وعنه - صلى الله عليه وسلم - هن نساء الدنيا العجائز، الرمص العمش ردهن الله على صفات الحور.

السابقالتالي
2