الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى ٱلْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { كَأَنَّهُنَّ ٱلْيَاقُوتُ وَٱلْمَرْجَانُ }

{ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا } نعم الأَفنان وما يكون فى الآخرة متحقق منزل منزلة الحاضر ولا يعتبر إِنكار منكره { تُكَذِّبَانِ. فِيهِمَا عَيْنَانِ } الجملة نعت لجنتان أى فى كل واحدة منهما عينان من الماء الزلال إِحداهما التسنيم والأُخرى السلسبيل عند الحسن، أو إِحداهما من ماء غير آسن وأخرى من خمر لذة للشاربين، وعن ابن عباس عينان مثل الدنيا أضعافاً مضاعفة { تَجْرِيَانِ } على استمرار من جبل مسك إِلى أسفل وإِلى أعلى بحسب إِرادة السعداء، وعن ابن عباس تجريان بالزيادة والكرامة على أهل الجنة، قاله ابن عباس أو إِحداهما تجرى بماء التسنيم والأُخرى بالسلسبيل، أو إِحداهما من ماء غير آسن والأُخرى من خمر لذة للشاربين { فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا } نعم العينين وجريانهما { تُكَذِّبَانِ. فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ } يتعلق بمحذوف حال من ضمير الاستقرار { زَوْجَانِ } صنفان أبيض وأحمر أو أخضر وأصفر أو معروف فى الدنيا وغريب غير معروف فيها أو رطب ويابس لا ينقص حلاوته عن الرطب. وعن ابن عباس ما فى الدنيا تمرة حلوة أو حامضة أو مرة إِلا وهى فى الجنة حتى الحنظل إِلا أنه يحلو حامضها ومرها، والجملة نعت لجنتان { فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا } نعمه التى هى كل فاكهة وأن كلا منها زوجان { تُكَذِّبَانِ. مُتَّكِئِينَ } حال محذوف العامل والصاحب أى يتنعمون فيهما متكئين أو يستوطنون الجنة أو يدخلونها متكئين أو مقدرين الاتكاء أو مفعول لمحذوف أى تراهم متكئين، وقيل حال من مَن فى قوله: ولمن خاف، وفيه أن معنى قوله ولمن خاف إِخبار بالوعد بالجنتين، وهذا الوعد لا يتقيد بالاتكاء من صفات المتنعم الصحيح الجسم الفارغ عن الهم والمراد متكئين فيها أو متكئين فى منازلهم، قدم هنا متكئين لتقدم ذكر الخوف فناسب ذكر ما يشعر بزواله وهو الاتكاء فإِنه من شأَن الآمنين.

{ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا } ما يلى الأَرض منها { مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } حرير غليظ فكيف ظواهرها ولا بد أن يكون أفضل فقيل هى من سندس وقيل من نور جامد، وقيل من نور يتلأَلأَ، وعن ابن عباس من باب قوله عز وجل:فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [فصلت: 17] ويحتمل أنه ليس المراد مراعاة اعتبار الظواهر بذكر البواطن، بل المراد التعظيم بأَن أرضها لنظافتها وشرفها يليها الإِستبرق وعن الحسن وقتادة البطائن هى الظواهر بمعنى أن ما يلى الأَرض وما لا يليه سواء.

{ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } ما يجنى من ثمارهما، أى ما من شأَنه أن يجنى أو ما يراد أن يجنى أى يؤخذ دان أى قريب إِلى أيديهم وأفواههم ولو اضطجعوا متى أريدت تدلت لا يعطل عنها بعد ولا شوك ولا خشونة لشجرها والْجنى إِما اسم للثمار أو صفة بمعنى مفعول، وما بمعنى مفعول لا يقال فيه إِنه صفة مشبهة { فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا } من الاتكاء على تلك الفرش وقرب جنى الجنتين { تُكُذِّبَانِ.

السابقالتالي
2 3