الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱلُّلؤْلُؤُ وَٱلمَرْجَانُ } * { فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } * { وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ }

{ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا } من عدم اختلاطهما وإِغراق ما بينهما من الأَرض ومن السفر فى كل منهما على حدة ومن إبطال المالح حلاوة العذب ومن الاصطياد فى كل منهما لما فيه من سمك وجواهر، ثم تذكرت قوله تعالى: { تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤلُؤُ } الدر الصغار بوزن الجؤجؤ للصدر وقرية بالبحرين والدودء لأَخير الشهر أو ليلة خمس وعشرين وليلة ست وعشرين أو ليلة سبع وعشرين أو ليلة ثمان وعشرين وليلة تسع وعشرين أو ثلاث ليال من آخره، والبؤبو بالموحدة الأَصل والظريف ورأس المكحلة وإِنسان العين ووسط الشئ واليؤيؤ بالمثناة التحتية لطائر كالباشق، والضؤضؤ الأَصل للطائر مطلقا والنؤنؤ بالنون لمكثر تقليب الحذقة والعاجز الجبان، والشؤشؤ لدعاء الحمار إِلى الماء ولزجر الغنم والحمار للمشى أو لدعاء الغنم للأَكل أو للشرب. { وَالمَرْجَانُ } الكبار، كما أن اللؤلؤ صغاره عند على ومجاهد وابن عباس وعنه عكس ذلك، وعن ابن مسعود المرجان الخرز الأَحمر، فاللؤلؤ الدر الصغار والكبار، وقد قيل إِنهما يخرجان من بحر النيل إلا أن الأجود والأَكثر يكون من المالح، ويقال إِنما يخرج اللؤلؤ والمرجان من المالح، فالمراد بقوله { مِنْهُمَا } المجموع وذلك كقوله تعالى:وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا } [نوح: 16] وقوله تعالى:عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [الزخرف: 31] وكأَنه قيل من أحدهما، وهذا واقع فى نفس الأَمر، ولم أرد أن يقدر مضاف، فإِن المعنى ليس على تقديره بل الامتنان بالمجموع، وقيل إِنما يخرجان من ملتقى البحرين، ويرده المشاهدة فإِنهما يخرجان من المالح مطلقا، وقيل لما التقيا صارا كواحد، فالخارج من أحدهما كأَنه خارج من الآخر وقدر بعضهم المضاف أى من أحدهما وقيل يخرج من الملح لكن بتوسط ماء السماء كاللقاح له، فصح أنه منهما، كما يقال الولد يخرج من الذكر والأُنثى، وقيل يكون اللؤلؤ والمرجان بماء النيسان تلقفه الحوت فيكون الحوت صدفا يتضمنهما، { فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا } من التحر بهما والتزين بهما وإِزالة الخفقان ونتن ريح الأَنف والفم وضعف الكبد والكِلى والحصى وحرقة البول والسدد واليرقان وأمراض القلب والسموم والوسواس والجنون والتوحش والجذام والبرص والبهق والآثار فى البدن مطلقا بالطلى وغير ذلك من المنافع والخرز الأَحمر يفرح ويزيل فساد الشهوة ولو تعليقا، ونفت الدم والطحال شربا والدمعة والبياض والجرب كحلا وغير ذلك.

{ تُكَذِّبَانِ، ولهُ الْجَوَارِ } لا لغيره وكل شئ له وخص الجوارى بأَنها له لأَن الناس صنعوها، وكونها مصنوعة لهم لا يمنع أنها له، لأَنه هو الذى خلق خشبها وغيرها وفعلهم وخلق له أثرا إِذ لا مؤثر غيره تعالى وهو خالق منفعتها ومجراها فى البحر، والياء محذوفة بعد الراء لفظا وخطا والجوارى السفن حقيقة لغوية لا مجاز، مأخوذ من المشى على الأَرجل ولو كان أصله وصفا.

السابقالتالي
2 3