الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

{ ومِن كلِّ شيءٍ } من كل نوع من الحيوان ويحتمل عموم غير الحيوان ايضا مما ينموا ولو كنا لا ندركل الا قليلا كما أدركنا ذكار النخل وبعض الأشجار { خَلقْنا زوْجَين } ذكرا وأنثى، وقال مجاهد، متقابلين فيعم الحيوان وغيره، النامى وغيره، كالذكر والأنثى، والسعادة والشقاوة، والهدى والضلال، والسماء والأرض، والسواد والبياض، والصحة والمرض، والليل والنهار، والبر والبحر، والسهل والجبل، والصيف والشتاء، والجن والانس، والنور والظلمة، والايمان والكفر، والحق والباطل، والحلو والحامض، ورجحه الطبرى بأنه أدل على القدرة.

وقيل: المراد الجنس المنطقى، واقل ما يكون تحته نوعان: خلق الله عز وجل من الجوهر مثلا المادى، وهو الجسم إذ له مادة، والمجرد عن المادة كالعقل، ومن المادى النامى والجامد، ومن النامى المدرك وهو الحيوان، وغير المدرك كالنبات، ومن المدرك الناطق والصامت.

{ لعلَّكم تَذكَّرون } كى تذكروا، وهو تعليل متعلق بخلقنا، ويقدر مثله لفرشنا ولبنينا، فذلك بسط بلا طول، ولك تقدير ما يعم ذلك كله، أى فعلنا ذلك لعلكم تذكرون، والمراد تذكر أن الله تعالى القادر الذى لا يعجز، لا عبادة لسواه، أو تذكر أن التعدد من خواص الممكنات دون الواجب بالذات، أو تذكر صحة البعث بما ذكر من ايجاد ما ذكر، فانه قادر على الاعادة، أو تذكر ذلك كله.