الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }

{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ } اعتدى قوم من اليهود واصطادوا الحوت في السبت وهم أَصحاب أيلة على عهد داود عليه السلام قبل عيسى فدعا عليهم فقال: اللهم العنهم واجعلهم قردة فمسخوا قردة. { وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ } أَكل ناس من قوم عيسى من المائدة وادخروا ولم يؤمنوا فدعا عليهم عيسى فقال: اللهم العنهم واجعلهم قردة وخنازير، فمسخوا قردة وخنازير وهم خمسة آلاف ليس فيهم صبى ولا امرأَة، وقيل معنى لعنهم على لسان داود وعيسى إِنزال لعنهم من الله عليهما بأَن قال لهما في الزبور والإِنجيل من كفر بالله أَو بواحد من أَنبيائه فقد لعنته، أَو أَوحى إِليهما على لسان جبريل وقال الزجاج أَمر الله عز وجل داود وعيسى أَن يؤمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويلعنا من كفر به والمراد باللسان الحقيقة فشمل لسانين ويجوز في العربية على لسان داود وعيسى بالتثنية ويجوز فيها على أَلسنة بالجمع { ذَلِكَ } اللعن المُقْتَضى للمسخ { بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ } أَى بعصيانهم وكونهم يعتدون ربهم فيما بينهم وبينه ويعتدون فيما بينهم وبين الخلق، أَو العصيان الصغائر والاعتداء الكبائر أَو أَعم والاعتداء في السبت والكفر بعد الأَكل من المائدة، ويجوز عطف كانوا إلخ على ذلك بما عصوا أَو على لعن إلخ عطف قصة على أُخرى، ولا أَجيز واو الاستئناف واختار أَبو حيان الاستئناف وقال: يدل له تفسير ذلك بقوله عز وجل.