الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً }

{ وأخْرى } عطف على هذه أى مغانم أخى، وهى مغانم هوازن فى غزوة حنين أى تكون لكم بعد ابن عباس فى رواية مولاه عكرمة، وعنه أيضا غنائم فارس والروم وغيرها مما فتحه المسلمون الى يوم القيامة، وهو غير ظاهر، وأيضا لم يعالجها صلى الله عليه وسلم والصحابة والآية فيما عالجوا، وعنه أيضا: غنائم خيبر، ويبحث بأنه لم يعالجها الا حال فتحها، وعنه: غنائم مكة، وقد عالجها يوم الحديبية، وفيه أنه لم يصح أنه غنم من مكة، وان أريد بغنائمها فتحها فهو خلاف الظاهر، وبهذا القول يقول الحسن وقتادة.

وقيل: خيبر قبل ان يفتحها، ولم يكونوا يرجون فتحها، ومعنى التعجيل أن الله عز وجل كتبها مما لا يبطل فالمعجل متعدد شىء فشىء، أو مفعول لمحذوف أى وقضى أخرى، واعترض بأن القضاء قد ذكر بقوله: " وعدكم " والتأسيس أولى وانما الفائدة فى الأخبار بتعجيل الأخرى والتعجيل يحصل بالعطف علىهذه، وأجيب بأن المغانم الموعودة لم تعين فضلا عن أن تزاد عليها الأخرى، فبان أن المقصود تعجيل الأخرى، أو أخرى مبتدأ موصوف بما بعده، والخبر " قد أحاط الله بها " أو مبتدأ مجرور بعد واو رب خبره ما بعده أو ما بعده نعت، والخبر قد أحاط الله بها، ونعت أخرى بقوله:

{ لَم تَقْدروا عَليْها } بعد معالجتكم تحصيلها، وفى هذا ترغيب فى تحصيل انجاز ما عالجوه، ولم يقدروا عليه، وعلى أنه لم يعالجوها قبل يكون معنى لم تقدروا اعتقدتم أنكم لا تقدرون عليها { قَد أحَاط الله بها } نعت ثان أو حال من مجرور على، ومعنى احاطة الله عز وجل بها الاستيلاء عليها بقدرته، فهو يسهلها لكم بعد صعوبتها الاستيلاء، أو معنى احاطته بها حفظها لكم مجاز أفلا تفوتكم، لأن ضبط الشىء سبب لحفظه وقوله تعالى: { وكانَ الله عَلى كُل شيءٍ قَديراً } أنسب بتفسر الاحاطة بالاستيلاء.