الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ }

{ إنَّ الَّذين كَفَروا وصدُّوا عَن سَبيل الله } أعرضوا عن سبيل الله سبحانه وتعالى، وصدوا الناس عنه { وشاقوا الرَّسُول } صاروا فى شق غير الشق الذى هو فيه، وهو دين غير دينه، والجملة مؤكدة لما قبلها أو المعنى عادوه، وذلك أيضا كونهم فى شق غير شق فيه لزوما، فان من عاديته لا تتابعه { مِن بَعْد ما تبيَّن لهم الهُدى } بآيات القرآن والتوراة والانجيل والمعجزات، وهم بنو قريظة والنضير، وقيل المطعمون يوم بدر، والآيات فى حق القرآن والمعجزات، وقد يخبرهم أيضا أهل التوراة والانجيل ببعض نعته صلى الله عليه وسلم فى كتبهم، وكذا فى قول من قال: المراد أناس آمنوا ثم نافقوا.

{ لنْ يضَروا } بكفرهم وصدهم { الله } اذ لا يناله ضر ولا نفع، وهو خالق النفع والضر، ولا يحتاج، وانما ضروا أنفسهم، أو يقدر لن يضروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحذف المضاف لتكون صورة الكلام أن مضرة رسوله مضره له تعالى، وهو منزه عن المضرة، وفى ذلك تفظيع مشاقة رسول الله صلى الله عليه وسلم { شيئاً } مفعول مطلق أى ضرا ما من الأضرار، ولا يصح أن يقال شيئا من الأشياء { وسَيُحبْط أعمْالهم } يبطل ما عملوا من المكائد فى قتله أو بدنه أو عقله، وفى ابطال دينه، ولم يؤثروا فى ذلك به، أجلاهم وقتلهم، أو يظهر بطلان ما عملوا من حسنات فلم يثابوا عليها.