الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ }

{ فكيْف إذا توفَّتْهم الملائكة } الفاء للترتيب، والعطف على محذوف ناصب لكيف، واذا الخارجة عن الظرفية أى يفعلون ما يفعلون فى حياتهم من الحيل، فكف يفعلون إذا توفتهم الملائكة ملك الموت واعوانه، وان قدرنا هذه حالهم قبل الموت فكيف حالهم اذا توفتهم كان من عطف جملة اسمية على جملة محذوفة، فينصب اذا بحالهم، لأنه بمعنى مفعولهم، أو قدر مفعولهم قبل الموت فكيف مفعولهم بعد الموت، ويجوز أن يكون المراد حال التوفى وما بعده تابع له وقد تخرج اذا عن الظرفية فيصح أنها مبتدأ، وكيف خبر أى هذا زمانهم فكيف وقت توفيهم، وذلك خلاف الأصل، والحذف اولى منه، وقيل توفيهم سوقهم الى النار يوم القيامة كاملا عددهم، والملائكة ملائكة العذاب، وقيل قتلهم بحساب ما يقتل يوم بدر، وتضرب وجوههم ان ثبتوا، وأدبارهم ان هربوا نصرة المؤمنين والقولان ضعيفان.

{ يَضْربون وجوهَهَم } قدامهم { وأدبارهم } خلفهم، أو أدبارهم أستاههم ووجوههم، الوجه فى الرأس، أوقعهم الله عز وجل على حال يخافون القتال بها، وهو ضرب قدامهم وخلفهم فيه، وهذا الضرب يوم القيامة، وعن ابن عباس رضى الله عنهما: لا يموت أحد على معصية الا ضرب الملائكة وجهه ودبره.