الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ }

{ أفلا يَتدبرون القُرآن } أكلفوا بالتدبر فى أمر الدين، فلا يتدبرون القرآن فيتعطفوا به، فينجوا من الهلاك، والتدبر فيه يحصل بحضور القلب، وتقليل الأكل من الحلال، وخلوص النية.

{ أمْ عَلى قلوبٍ أقْفالُها } معلوم أن المراد بقلوب قلوبهم، ولكن نكرها لعظمها فى القسوة عظمة لا يعلم قدرها الا الله، ولا يصح ما قيل: ان التنكير للتبعيض، أو للتنويع، وأن المراد المنافقون، إذ لا يوبخ غير القاسى بقسوة القاسى، ولا يبوخ القاسى بقسوة قاسٍ آخر ,كذا التقرير فالكلام فى: { أفلا يتدبرون } الخ لمن الكلام له فى { أم على قلوب } الخ، وأم منقطعة أى بل أعلى قلوب، أو بل على قلوب، وقيل متصلة اكتفاء بالاستفهام المذكور، ولو أدخل على محذوف أى أفلا يتدبرون القرآن اذا وصل الى قلوبهم، أم لم يصل إليها، فان قوله: { أم على قلوب أقفالها } بمنزلة أن يقال أم لم يصلها لغطاء عليها، واضافة الأقفال اليها لدلالة على أنها اقفال مخصوصة بها، مناسبة لها.

وعن عروة بن الزبير: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } فقال شاب من أهل اليمن: بل على قلوب اقفالها حتى يكون الله يفتحها، أو يفرجها فما زال الشاب فى نفس عمر حتى ولى، فاستعان به، والحديث مرسل سقط فيه الصحابى، لأن الصحيح أن عروة من التابعين لم يدرك النبى صلى لله عليه وسلم، إذ ولد عام اثنين وعشرين.