الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ }

{ والَّذين آمنُوا } بكل ما يجب الايمان به { وعَمِلوا الصالحات وآمنوا بما نُزِّلَ على مُحمدٍ } صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، هم الأنصار عند ابن عباس، وقال مقاتل: ناس من قريش، وقيل: مؤمنو أهل الكتاب، والتعميم فى هؤلاء وغيرهم أولى، وخص ما نزل على محمد وهو القرآن، أو القرآن وسائر الوحى بعد العموم تنويها بالقرآن، كما أده أيضا بقوله تعالى: { وهو الحقُّ مِن ربِّهم } الجملة معترضة، أو حال من ما، أو من ضمير نزل، ومن ربهم متعلق بنعت محذوف، أى النازل من ربهم، أو من المستتر فى الحق { كَفَّر } بايمانهم وعملهم الصالح { عنْهُم سَيِّئاتهم } لو يؤاحذهم بها، كأنها لم تكن { وأصلَح بالَهُم } حالهم فى الدين والدنيا، والبال الحال المكترث بها، يقال: ما بليت بكذا، وما يبالى به، أى ما أكترث به.

وفى الحديث: " كل أمر ذي بال " أو بالهم قلبهم معبرا به عما يخطر فى القلب تسمية للمحل باسم الحال، لأن البال الفكر، يخطر فيه، وصلاح القلب صلاح لكل الجوارح، صلاح القلب صلاح الاعتقاد الخاطر فيه، عن ابن عباس عصمهم، أى عصمهم عن أن يموتوا مصرين، وقال بعض: بعضهم عصمهم عن أن يعضوا وهو بعيد.